أعاد الدكتور عبدالرزاق أبو البصل مسألة إرضاع الكبير المختلف عليها فقهياً إلى الواجهة، مساء أمس، في ندوة «فقه الواقع» التي اختتمت بها فعاليات سوق عكاظ الثقافية. وقال أبو البصل أثناء استعراضه عددا من مسائل فقه الواقع إنه سيتحدث عن مسألة أثير حولها كثير من الجدل بسبب حساسيتها، وهي مسألة إرضاع الكبير، وذكر أن من يرون ذلك من الفقهاء المعاصرين يستشهدون بحديث سالم مولى أبي حذيفة، مشيراً إلى أن فريقاً آخر يراها قضية عين تختص بسالم، وفريقاً آخر يرى الأمر مفتوحاً على الجميع. وأضاف أبو البصل أن الرضاع هو حصول الحليب في جوف الإنسان، سواء كان شرباً، أو عن طريق الأنف، وهنا لا أتصور الرضاعة المباشرة. وهنا قاطع مدير الندوة، الدكتور فهد الجهني، أبا البصل، منهياً حديثه، بقوله «نكتفي بهذا القدر»، ليعيد الحديث للدكتور مسفر القحطاني، الذي كان قد بدأ بالحديث في مستهل الندوة عن أهمية فقه الواقع، فعرَّفه بالقول إنه من المصطلحات المهمة التي دخلت الفكر الأصولي، وأصبحت ضرورة، مؤكداً أنه لابد أن يكون مشتملاً على التصور الدقيق من خلال المعرفة الظاهرة، وضرورة معرفة الحال الذي وقعت فيه المسألة، والمجال الذي ستطبق عليه، والمآل الذي ستؤول إليه. وبين القحطاني أن الحديث عن فقه الواقع كان يشكل مصادمات بين التيارات الإسلامية في بداية التسعينيات، وأنه كان يجد في المكتبة الإسلامية كتباً تحث على فقه الواقع، وعلى أنه من الشروط التي يجب أن تتوافر في الفقيه المعاصر، وأخرى جعلت ممن تحدثوا عن فقه الواقع خارجين من ربقة الدين. واستشهد القحطاني بقضية التورق المصرفي التي يوجد مفهومها في أصول الفقه، لكن بعض المصارف تجاوزت وطبقت ذلك بشكل مخالف، وتحدث عن بعض المسائل الأخرى، كحمل المرأة من زوجها المتوفى دماغياً، وكذلك مسألة البصمة الوراثية. وفي مشاركة ثانية، تحدث أبو البصل عن الفتوى، وقال إننا نعيش فوضى في الفتاوى لإرضاء الناس، ويجب أن نفهم الواقع قبل أن نصدر الفتوى.