خرجت مسيرات غاضبة أمس من مساجد الخرطوم وبقية الولايات السودانية الأخرى احتجاجا على الفيلم المسيء للرسول الكريم، فيما طوَّقت قوات شرطة مقار السفارات الأجنبية في العاصمة السودانية لصد تظاهرة قوامها حوالي خمسة آلاف متظاهر اقتحموا السفارة الألمانية وأشعلوا النيران فيها رافعين علم القاعدة عليها كما حاولوا رشق السفارة البريطانية بالحجارة، غير أن الشرطة تصدت لهم بالغاز المسيل للدموع. في سياقٍ متصل، استدعت وزارة الخارجية السودانية أمس القائم بالأعمال الأمريكى والسفير الألمانى في الخرطوم وأبلغتهما احتجاج السودان على الفيلم المسيء للإسلام والرسول الكريم. وقال وكيل وزارة الخارجية، رحمة الله محمد عثمان، إنه من غير المقبول التذرع بحرية التعبير للإساءة للإسلام، وزاد قائلا «إن التعبير فى تقديرنا له حدود وعندما يتم المس بمقدساتنا ورموزنا الإسلامية فهذا أمر غير مقبول وسيؤثر على التواصل والعلاقات بين الشعوب». وأشار عثمان، في تصريحاتٍ صحفية، إلى إبلاغه السفير الألماني في الخرطوم أن الإساءة للمعتقدات الإسلامية هي إساءة للسلام في العالم. في الوقت نفسه، قال عثمان إن حماية السفارات والمنشآت والبعثات الدبلوماسية المقيمة في السودان هي مسؤولية الحكومة، مشيراً إلى أن الدستور يكفل حق التعبير السلمي للمواطنين ضد الإساءات للإسلام والرسول الكريم. وبيّن وكيل وزارة الخارجية أن القائم بالأعمال الأمريكي والسفير الألماني أبديا أسفهما للإساءة التي سببها الفيلم.