دعوة كريمة لحضور احتفالات سوق عكاظ أسعدني بها الأخ الدكتور سعد مارق، أسعدتني جداً، تحركت إلى الطائف ظهر الثلاثاء الماضي مخططاً الحضور قبل بدء الحفل الذي كان في الثامنة مساءً، وصلنا إلى الفندق المعد لضيوف المناسبة وكم كنت سعيداً وأنا ألتقي بهذا العدد الكبير والمميز من المبدعين والمفكرين الذين جاؤوا من كل مكان لحضور هذه المناسبة الاستثنائية، وكانت فرصة خاصة ومميزة أن جلست إلى الأمير خالد الفيصل قبل بدء الاحتفال في جناحه في مقر إقامته، كان لقاءً هادئاً ومركزاً أبدى فيه الأمير إعجابه بالندوة التي كانت مع الشباب بحضوره وحضور الأمير سلطان بن سلمان والأمير نواف بن فيصل ومعالي الوزيرين الدكتور عبدالعزيز خوجة والدكتور خالد العنقري، وأدارها الدكتور عبدالعزيز السبيل، كان الأمير سعيداً بما قاله الشباب وبما طرحوه، ولكن ما أعجبني أكثر هو رغبته في أن تكون للشباب فرصة الحديث أكثر من المسؤولين، أعجبني رأيه عندما قال أعتقد أنه يجب أن نسمع منهم أكثر مما يسمعون منا، تحدثت مع الأمير عن مشروعات منطقة مكةالمكرمة الضخمة والاستراتيجية التي نسمع عنها كل يوم، وعرفت رأيه في كثير من الأمور التي تهم أهالي المنطقة، وحدثته عن التفاؤل لدى الناس بعد أن اعتاد سكان المنطقة أن ينتظروا أخبار المشروعات وتكاليفها ومواعيد بدئها وانتهائها بشكل شفاف وواضح، وبعدها تحركت بصحبة الأمير وضيوفه الكرام لننبهر جميعاً بأجواء سوق عكاظ، تلك الحالة الإبداعية الخاصة التي تستدعي زمناً رائعاً بشعره وشعرائه ومبدعيه، استمتعت كثيراً بجادة سوق عكاظ التي يصطف على جوانبها تاريخ طويل من كل شيء يربطك بماضي من عاشوه وعايشوه، والأجمل هو أنك تقابل نوابغ العرب وكبار شعرائهم وتتحدث معهم وتستمع إلى جميل شعرهم وروعته، وللمسرح في سوق عكاظ مكان وحظوة كبيرة استمتع الحاضرون فيها بمسرحية «العكاظيون الجدد» التي أخرجها للمسرح الزميل فطيس بقنة، وأعدها موسيقياً الفنان الملحن خالد العليان، وقام ببطولتها الفنانان رياض الصالحاني وأسامة القس، وطرحت في شكل مميز دخول الراحل القصيبي إلى الزمن الحقيقي لسوق عكاظ ليبهر شعراء ذاك الزمن برقيق شعره، وقد أبدع رياض الصالحاني في تجسيد شخصية غازي القصيبي صوتاً وشكلاً وأداءً، سوق عكاظ -للحق- ملتقى للحياة.