أطلقت مبادرة «دوزنة» مساء أمس الأول، أولى فعالياتها، في مهرجان «تاء الشباب»، في العاصمة البحرينية المنامة، بإحياء أمسية شعرية بعنوان «خارجاً من حروبه الصغيرة»، للشاعر المغربي ياسين عدنان، الذي لمس في تجربته الشعرية مناطق شعورية مختلفة اعتمد فيها على مدلولات المكان والحدث من خلال تجربته في ديوان «رصيف القيامة». وكانت الصدفة جعلت المنظمين يختارون اليوم الذي صادف أحداث 11 سبتمبر، حيث أعاد الشاعر هذا التاريخ إلى ديوانه «رصيف القيامة»، وما شاهده فيه من أهوال واغترابات ولحظات يأس واختلاطات شعورية، وإحساسه بأن اليوم هو يوم القيامة الذي ينتظره الجميع، ولا مجال للهروب والفرار منه. وذكر عدنان أنه في ديوانه «دفتر العابر» سافر بين المحطات والأماكن، معتبرا إياه أول رحلة شعرية تكتب باللغة العربية، وأن الاشتغال على السفر في عمل شعري طويل لم يحصل في الشعر العربي من قبل، لكن هناك قصائد متعددة تخص كل مكان بقصيدة منفردة، ضاربا المثل بالشاعر سعدي يوسف، الذي كان يكتب قصائد متعددة تختص كل منها بمكان معين، ولم يكتب عملا متكاملا يحكي رحلة شعرية كاملة ومتعددة الأماكن مثل ديوان «دفتر العابر»،وفي ختام الأمسية، قدم المطرب الشاب يوسف الجابري، والموسيقي محمد أسيري، أغنية «شويِّخ من أرض مكناس»، كدليل حي على التبادل الثقافي البحريني المغربي، حيث حكى الشاعر ياسين عدنان قصة هذه القصيدة التي تنتمي للمتصوف أبي الحسن الششتري، موضحا أنه أمير عاش بعد حياة الإمارة والملك في الزهد والتصوف، فأنشد هذه القصيدة، التي لحنها المطرب البحريني خالد الشيخ.