تشبه المرارة، أو الحويصلة الصفراوية، ثمرة الكمثرى، وتقع على الجانب الأيمن من البطن تحت الكبد، وتختص بتركيز وتخزين العصارة المرارية (الصفراء)، والصفراء هي السائل الذي يفرزه الكبد باستمرار لهضم الدهون، فعندما تهضم المعدة والأمعاء الطعام تفرز المرارة الصفراء التي تمر خلال أنبوب القناة الصفراوية المشتركة، أو القناة الجامعة، وهكذا تربط القناة الصفراوية المشتركة، أو القناة الجامعة المرارة، والكبد بالأمعاء الدقيقة. وتهاجم الأورام السرطانية المرارة، فتدمر الخلايا، والأنسجة المحيطة بها، ولها قدرة عالية على الانتشار. وسرطان الحويصلة المرارية من السرطانات العنيفة والنادرة الحدوث، بالإضافة إلى صعوبة علاجها جراحياً، خاصة إذا كان هناك انتشار للغدد الليمفاوية البعيدة، أو انتشار داخل الكبد، وهو أكثر انتشاراً عند النساء، وعند سكان أمريكا الأصليين. ويتم تشخيص حوالى خمسة آلاف حالة سنوياً في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بينما في المملكة العربية السعودية، حسب تقرير السجل السعودي، هنالك 99 مريضاً سعودياً تم تشخيصهم في عام 2005 (36 من الذكور، وبنسبة 1% من أورام الذكور، و63 أنثى بنسبة 1.6% من أورام الإناث). ويبقى حتى الآن السبب في الإصابة بسرطان المرارة غير معروف، أما المعرضون لخطر الإصابة بهذا النوع من الأورام، فهم: النساء أكثر عرضة من الرجال (حيث أن الإستروجين يسبب إفرازاً أكثر للكولسترول في الصفراء، ويعد الكولسترول المكون الرئيسي لحصى المرارة). كبار السن. المصابون بحصى المرارة. زيادة الوزن. التدخين. الالتهاب المزمن في المرارة. وتشمل أعراض سرطان المرارة: اليرقان (وهو اصفرار الجلد وبياض العينين)، والإحساس بألم فوق المعدة، وحدوث حمى مع الشكوى من الغثيان والقيء، مع حدوث انتفاخات، ووجود كتل في البطن، وقد يحدث نقصان في الوزن دون سبب مفسر. ومن الصعب تشخيص سرطان المرارة في مراحله المبكرة، وقد يكتشفه الأطباء في بعض الأحيان عند إزالة المرارة لسبب آخر. الفحوصات والتشخيص الفحوصات الدموية: لتقييم وظيفة الكبد، التي تساعد الطبيب على تحديد السبب وراء الأعراض والعلامات التي يعاني منها المريض. الفحوصات التصويرية: يكون بعمل أشعة الموجات فوق الصوتية والأشعة الطبقية المحورية، وأشعة الرنين المغناطيسي. وما إن يتم إثبات الإصابة بسرطان المرارة، فإن الطبيب سيعمل على تحديد مدى انتشار المرض. ويسهم ذلك في تحديد الإنذار والخيارات العلاجية، وتتضمن الفحوصات المجراة لهذه الغاية ما يلي: الجراحة الاستكشافية: قد يقترح الطبيب إجراء عمل جراحي لفحص جوف البطن وتحري وجود أعراض وعلامات انتشار سرطان المرارة، وتجرى العملية بتقنية التنظير البطني التي يقوم الطبيب فيها بإجراء عدة شقوق في الجلد، ويدخل عبرها كاميرا دقيقة تسمح بفحص الأعضاء الداخلية المحيطة بالمرارة، بحثاً عن علامات وجود ارتشاح سرطاني فيها. فحوصات لاستقصاء القنوات الصفراوية: وقد تتضمن حقن مادة ظليلة في الأقنية الصفراوية، التي تتبع بأخذ صور شعاعية متتالية لتعقب جريان المادة الظليلة، وتظهر هذه الإجراءات وجود أي انسداد في الطرق الصفراوية، وتتضمن تصوير الأقنية الصفراوية والبنكرياسية التنظيري الراجع، وتصوير الأقنية الصفراوية بالرنين المغناطيسي، وتصوير الأقنية الصفراوية عبر الجلد. مراحل سرطان المرارة المرحلة الأولى يكون فيها سرطان المرارة محصوراً ضمن الطبقات الداخلية من المرارة. المرحلة الثانية يرتشح الورم في هذه المرحلة ليغزو الطبقة الخارجية من المرارة، كما قد يصل إلى الأعضاء الحشوية المحيطة، مثل الكبد، أو المعدة، أو الأمعاء، أو البنكرياس. كما تتضمن هذه الفئة الأورام الأقل انتشاراً، التي تعطي نقائل إلى العقد اللمفاوية القريبة. المرحلة الثالثة، وقد نما سرطان الورم في هذه المرحلة ليغزو أكثر من عضو واحد من الأعضاء المجاورة، كما أنه قد يغزو الوريد البابي، أو الشريان الكبدي. المرحلة الرابعة، والأخيرة، من سرطان المرارة، وتتضمن هذه الدرجة السرطانات المرارية من أي حجم، والتي قد أعطت نقائل إلى أماكن أخرى بعيدة من الجسم. العلاج تعتمد الخيارات العلاجية المتوافرة في سياق سرطان المرارة على درجة الورم ومرحلته النسيجية، وعلى الحالة الصحية العامة وأولويات المريض، ويهدف العلاج إلى استئصال الورم المراري، وتعمل العلاجات الأخرى عندما لا يكون ذلك ممكناً إلى السيطرة على انتشار الورم، وإبقاء المريض في أفضل حالة ممكنة. تعد الجراحة الخيار الأول لعلاج أورام الحويصلة الصفراوية في مراحله المبكرة، ويتم إزالة الحويصلة الصفراوية فقط إذا كان الورم صغيراً، ولم ينتشر بعد، وفي حالة غزو الورم للكبد موضعياً سيكون من الضروري إجراء عملية أكثر شمولاً يقوم فيها الجراح بإزالة الحويصلة، بالإضافة إلى جزء من الكبد، والعقد الليمفاوية المجاورة أيضاً. ويعطى العلاج الكيميائي والإشعاعي للمريض وفق خطة علاجية معينة يقيمها الطبيب والفريق المعالج. وفي المراحل المتقدمة من المرض، حيث لا يمكن علاجه، سيكون الهدف هو الرعاية التلطيفية، والسيطرة على الألم، والسيطرة على انسداد القنوات المرارية (كوضع دعامة). وقد تكون الوقاية من سرطان الحويصلة الصفراوية غير ممكنة، ولكن اتباع نمط حياة صحي يقلل عموماً من خطر الإصابة بالسرطان، مثل الامتناع عن التدخين، وإنقاص الوزن الزائد، واتباع نظام غذائي متكامل. أنواع من الغذاء مفيدة في تجنب سرطان المرارة