لم يكن لما عرضته الفضائيات لمنظر جنود الجيش السوري مقيدين ومعصوبي الأعين وفي وضعية الركوع وقد تمت تصفيتهم بدم بارد من ردة فعل لدى جمهور المتابعين لأحداث (الثورة) في سوريا سوى الشعور بالقرف من هذا التصرف الإجرامي لثوار تبدأ بياناتهم بالبسملة وآيات القرآن الكريم. أن يرتكب «شبيحة» النظام أعمالاً كهذه أمر مفهوم، فهم يدافعون عن نظام تجرد من كل القيم الأخلاقية والإنسانية فضلاً عن تجرده سلفاً من التعاليم الدينية. كثيراً ما أثارت صور الانتقام اللاأخلاقي لثوار سوريا من أسرى الشبيحة وجنود النظام والمتعاطفين معه وحتى الموظفين المدنيين فيه حيرة المتابعين، فالثوار يستنجدون بالله وآياته وتعاليمه لشحذ الهمم ومواجهة الفارق الشاسع بين إمكاناتهم المتواضعة وقوة النظام العسكرية الفتاكة وهذا أمر مفهوم، وهو ما أعطى انطباعاً دينياً إلى حد بعيد للثورة السورية، فإنه لمن المثير للاستغراب قيام الثوار بهذه الممارسات التي يقوم بها نظام بكل أوصافه السابقة، ألم يكن من الثوار من يستحضر آيات القرآن الكريم (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله). إن ارتكاب جرائم بهذا الحجم لايمكن أن يعتبر تصرفاً فردياً ناجماً عن شخص جاهل، حذار من الاستمرار بهذا يا ثوار سوريا فإنكم تخسرون. هل هذه هي الحرية، هل هذه هي عزة النفس والكرامة، هل هذا هو حكم الدين. لا تنزلقوا لما أراده لكم النظام!