- الحمد لله أن الخليل بن أحمد الفراهيدي، ابن جني، ابن منظور، سيبويه، الجوهري، وغيرهم من علماء اللغة العربية قد انتقلوا إلى الرفيق الأعلى قبل قرون من صدور بيان تأجيل مباراة الديربي بين (الأهلي – الاتحاد)، لأنني أعتقد أننا لو جمعنا كل علماء اللغة العربية منذ فجر التاريخ إلى قيام الساعة وأطلعناهم على بيان التأجيل لأصابتهم السكتة القلبية جميعاً، وعلى الفور! - في حيثيات التأجيل، ذكر البيان «تحقيقاً للمصلحة الوطنية» وهذه مفهومة، أما غير المفهوم، والذي سيدفع كل علماء اللغة إلى الموت -لا محالة- هو مصطلح «الذات العام»، إذ قال البيان نصّاً «تحقيق المصلحة الوطنية والذات العام». أصلاً كلمة «ذات» مؤنثة و«عام» مذكرة، ولا أرى في اجتماعهما إلا اختلاطاً عارضاً وغير عارض، ولا أستبعد أن يكون الشيطان ثالثهما. - هذا الاعتراض أولاً من حيث الشكل، أما من حيث المضمون فلا أعرف أبداً ما معنى «الذات العام» وما هو، وبالتالي لا أعرف كيف تحقق من قبل وكيف سيتحقق بتأجيل مباراة (الاتحاد) و(الأهلي). هل أنا عندي «الذات العام»؟ هل أنت عندك «الذات العام»؟ هل يمكن أن أستعير ذاتك العامة لأني مسلف ذاتي العامة لأحد أصدقائي؟! قرأت خبراً في الصحف أن أحد المواطنين، سرق اللصوص ذاته العامة والخاصة معاً وهو الآن بلا ذات تماماً ويرقد في العناية الفائقة بمستشفى حكومي! ظريف في (تويتر) كتب أن الاتحاد السعودي لكرة القدم فتح باب التسجيل في الدورات التدريبية للذات العام! - حول تأجيل الديربي قال د. حافظ المدلج: «لاتلوموا لجنة المسابقات بعد اليوم ولاتطالبوا بروزنامة منضبطة للدوري، وتوقعوا مطالب قادمة بالتأجيل لن ترفضها اللجنة، القادم أصعب». أوافق (المدلج)، أعان الله لجنة المسابقات، وأعاننا على فضائح الكرة وفضائح اللغة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.