نواف بن سليمان يتشكل مجتمعنا من مجموعة من القبائل والعائلات، التي تشكل النسبة الكبرى من السكان.. وتعدّ الجزيرة العربية هي موطنها الأصلي، بالإضافة لبعض العائلات المهاجرة التي أتت من كل أنحاء الأرض قاصدة هذه البقاع المقدسة، واندمجت مع عادات السكان الموجودين وأصبحوا نسيجاً واحداً، واختلطوا بالسكان وبدأ النسب مع الموجودين وشكلوا مملكتنا الغالية، وأصبح اسم السعودية، دولتنا التي نفتخر بها.تركز أغلب هذا الخليط في منطقة الحجاز، ثم تفرق ليشمل كل مناطق المملكة.وبعد أن منّ الله على هذا البلد بنعمة البترول، أصبح مقصد رزق لجميع أجناس العالم، وأصبحوا يتوافدون عليه من جميع أصقاع المعمورة، وأصبح السعودي ابن القبيلة أو العائلة يملك الحق في كفالة هؤلاء البشر لدخول المملكة حسب الأنظمة والقوانين التي كفلتها له الدولة، وتكونت لدى جميع أطياف المجتمع خبرة ومعرفة بعادات وتقاليد هؤلاء الناس.يأتي لنا العالِم، والجاهل، والشريف، واللص، وابن العز الذي جار الزمان عليه، وابن الفقر الطامح في الثراء، وهكذا، كوكتيل من البشر!على هذه المقدمة تأثرت شخصياتنا، ننظر لمن حولنا بأننا الأفضل، أخلاقاً وأصلاً ومادة وديناً.تجتمع مع أقاربك وأصحابك وكلٌّ ينتقد هذه الجنسية أو تلك، هذا يقول انتبه من هذه الجنسية، وذاك يقول انتبه لتلك الجنسية، ولم نستثنِ أحداً من قائمة الانتباه! كل واحد يسرد لك قصة ولا تعلم من الظالم والمظلوم! أصبحنا نشرح أخلاق وصفات كل جنسية أتت للعمل لدينا!ملأنا مواقع النت إساءة وسخرية من الوافدين إلينا، إما كتابة أو فيديوهات! حتى تصدرنا المشهد.زرعنا انطباعاً داخل أنفسنا أننا محسودون ممن حولنا! والواقع أن بعضنا أشبعهم استهزاءً فبادلونا كرهاً! إنك لن تكون الأفضل والأكمل والأجمل إلا إذا أزحت القبلية والمناطقية من قاموسك وقدمت لمن حولك أخلاق المسلم الحقيقي، التي لا تفرق بين عربي أو أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى. ورددت الأحاديث التي تنبذ التعصب والتفاخر بالأنساب وطبّقتها قولاً وفعلاً.