نحن مقبلون على أزمة حقيقية مرحلية، وطويلة الأمد، تتمثل في ارتفاع أسعار الغذاء لأسباب غير تلك التي تتداولها بسذاجة وسائل إعلامنا هذه الأيام والتي تعزوها إلى موجة جفاف تجتاح بعض المناطق في الولاياتالمتحدة وأوروبا. فبعد الرجوع إلى أحد علمائنا المختصين البروفيسور سالم الغامدي أستاذ علم المحاصيل الحقلية بجامعة الملك سعود، أفاد «أن مايسمّى بحزام المحاصيل في أمريكا وأوروبا لم تكن معدلات انخفاض كميات الأمطار عالية بشكل يمكن أن يوصف بالجفاف منبها بأن هناك استراتيجية جديدة تتبناها دول مستهلكة للنفط تتمثل في إنتاج وتنمية أبحاث ما يسمّى بالوقود الحيوي المستخرج من المحاصيل الزراعية وخاصة فول الصويا والذرة الشامية اللذين يدخلان في أكثر من 1200 منتج زراعي وصناعي، كبديل للوقود «الإحفوري». وبالفعل فقد تمّ إنتاج ما يسمّى بال (biodiesel)الديزل الحيوي، وكذلك «الإيثانول» بكميات إنتاج وصلت 23 مليار جالون في الولاياتالمتحدة من الوقود الحيوي في عام 2010 فقط تمّ استخدامه في النقل البري. دراسة جديدة عنوانها «أثر إنتاج الوقود الحيوي وغيرها من العوامل للعرض والطلب على ارتفاع أسعار المواد الغذائية في عام 2008» تؤكد ما ذكره خبير المحاصيل الحقلية والتي تدحض مقولة إن أزمة ارتفاع المحاصيل تلك السنة كانت بسبب الجفاف» إذن نحن مقبلون على أزمة ذات رأسين تتمثّل في ارتفاع أسعار الحبوب والمنتجات الكثيرة التي تدخل فيها طرفا، وأزمة الاستغناء عن نفطنا نحن الدولة الأكبر إنتاجا للنفط، والتي زاد من تأكيدها مقولة منافس الرئيس الأمريكي أوباما في الانتخابات المقبلة السيد «رومني» في إحدى حملاته الانتخابية «إن بلاده قادرة على الاستغناء عن نفط الشرق الأوسط في غضون ثمانية أعوام»، وسؤالي للمخططين الاستراتجيين في وزارتنا النائمة: ماذا أعددنا لهذه الأزمة ذات الرأسين؟.