واشنطن، الولاياتالمتحدة (CNN)-- أوصى علماء دوليون بوقف استخدم الوقود العضوي المستخلص من محاصيل زراعية في سياق مكافحة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفشي الجوع. وتناقض مطالب خبراء الغذاء تصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش الأخيرة التي أعلن فيها زيادة استخدام الولاياتالمتحدة للإيثانول لأسباب تتعلق بالأمن القومي وارتفاع أسعار الوقود، نقلاً عن الأسوشيتد برس. وتعكس التناقضات الجدل الدائر بشأن متطلبات الغذاء والحاجة للوقود. ويشير ثلاثة من كبار خبراء الغذاء في كونسورتوم للأبحاث الدولية، في معرض مطالبهم بتعليق استخدام الوقود العضوي، إلى حاجة دول العالم لإعادة النظر في برامج تحوير استخدام بعض أنواع المحاصيل الزراعية، كالذرة وحبوب الصويا، إلى وقود عضوي، بالنظر إلى أزمة الغذاء العالمية. وقال جواشيم فون برون، مدير "معهد أبحاث سياسة الغذاء العالمية"، ومقرها واشنطن إن امتناع الدول الكبرى عن استخدام الوقود العضوي هذا العام سيؤدي لتراجع أسعار حبوب الذرة بقرابة 20 في المائة والقمح بنحو 10 في المائة ما بين 2009 -2010. وتعد الولاياتالمتحدة من أكبر منتجي الوقود العضوي. ونادى الخبراء بتركيز الجهود على منتجات زراعية أخرى سوى الحبوب، وقال بروفيسور علوم التربة بجامعة ولاية أوهايو: "نحن بجاحة لإطعام البطون قبيل إطعام سياراتنا. افتقار الأمن الغذائي يتهدد مليار شخص، ونحن ليسوا في موقف يتيح لنا رفاهية تجاهل هؤلاء والاهتمام بالغازولين." وشدد فون برون أن الولاياتالمتحدة والدول الأخرى بين مطرقة مكافحة ارتفاع أسعار النفط وسندان محاربة جوع العالم. إلا أن الرئيس الأمريكي أكد في معرض رده على سؤال بشأن التضارب حول الجوع العالمي وارتفاع أسعار الغذاء محلياً، على أمن الطاقة قائلاً: "حقيقة الأمر أن مصالحنا القومية تقتضي زراعة المزراعين للطاقة." واستدرك بالإشارة إلى أن أزمة الغذاء العالمية مصدر قلق للولايات المتحدة وأن إدارته رفعت حجم المساعدات الغذاء التي تقدمها بلاده ب200 مليون دولار. هذا وقد قدر البنك الدولي زيادة أسعار حبوب الذرة بأكثر من 60 في المائة خلال الفترة من عام 2005 - 2007، نظراً لارتفاع الاستهلاك الأمريكي من الإيثانول. وأوضح فون برون أنه رغم تباطؤ بعض الدول في التوجه نحو الإيثانول إلا أن ذلك لن يجد نفعاً ما لم تتحرك الولاياتالمتحدة. وفي سياق متصل، اعتبر أحد كبار خبراء الغذاء بالأمم المتحدة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا قد سلكا "طريقاً إجرامياً"، عبر اللجوء إلى استخدام الحبوب الغذائية في إنتاج الوقود الحيوي "الإيثانول"، وهو ما رأى أنه ساهم بشكل كبير في "تفجر" موجة غلاء شملت أسعار الغذاء بجميع أنحاء العالم. وقال المقرر الخاص المعني بحق الغذاء بالمنظمة الدولية، جون زيغلر، إن سياسات الوقود الحيوي، التي تنتهجها كل من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، تعتبر أحد أهم الأسباب لأزمة الغذاء العالمية الراهنة، في الوقت الذي تعاني فيه العديد من الدول الفقيرة نقصاً حاداً في المواد الغذائية.