بينما كنت أستمع إلى إحدى القنوات الإذاعية وهي تستضيف على الهاتف إحدى الخطابات من الرياض، كنيتها (أم بدر)، لفت نظري أن أغلب المتصلين يطلبون رقمها من الكنترول ويشددون على ذلك.. تابعت لدقائق كلام امرأة رزينة تبدو إجادتها لما تصدت له، تكرر مفردة (الجمع بين رأسين في الحلال) بين كل جملة وأخرى.. كان لدي انطباع خاطئ عن الخطابات لا يزيد عن كونهن مادة إعلامية تملأ بها صفحات المجلات النسائية، أو معبراً نحو الزيجات السرية كزواج المسيار الذي يشيع في المدن الكبرى.. أجد نفسي أصحح نظرتي بعد تفكير ملي في نبل دور الخطابة، لاسيما وإحصاءات أساتذة علم الاجتماع تبين لنا بالأرقام نسب العنوسة، والزيجات الفاشلة.. بل وما هو أسوأ من الجرائم الأخلاقية. وكل ذلك منتظر طالما لم يجد المجتمع طريقة سليمة وحلاً ناجعاً يضمن فتح بيوت العفاف وفق توافق واتفاق وانسجام بين طرفي الإيجاب والقبول الشرعيين.. في المدن الصغيرة يتعارف الجميع، ويبدو بحث الرجل لنفسه أو لابنه عن الزوجة المناسبة سهلاً نسبياً بالمقارنة بالمدن الكبيرة، حيث يقطع كثير من الناس علائقهم بمجتمعاتهم الصغيرة، لكنهم بالضرورة لا يندمجون اندماجاً كلياً في المجتمع الكبير، ربما يكون إيجاد الشريك مهمة ليست بالسهلة، هذا إذا وضعنا في الحسبان معوقات أخرى يمتنع بعضنا عن ذكرها.. بعضنا يختصر التعب في السفر للحصول على زوجة من مجتمع مفتوح، لكن هل بإمكان الفتاة الخليجية أن ترحب بزوج من خارج الحدود! أم يكون (سمننا في إنائنا) حسب استبيان تقوم به خطابة محترفة مأمونة، تعرف تفكير (شن) لتبحث له عن (طبقه).. ويا دار ما دخلك شر!!