تنهي فرقة الجاز الالمانية «الثلاثي الأزرق» جولتها الشرق اوسطية في حلب اليوم، بعد حفلة لها في دمشق مساء أول من أمس، وباعت كل اسطواناتها التي احضرتها معها. قال احد اعضائها انهم لم يتوقعوا ان تنفد كل الكمية التي في الاساس سخروا من فكرة ان يشتريها الجمهور في الشرق الاوسط. لكنهم في عمان اضطروا الى نسخ الاسطوانات الاصلية على كمية «سي دي» كي لا يأتوا الى الجمهور السوري بأيدٍ فارغة. اقترب عازف غيتار الفرقة البرليني فرانك موبوس، من الجمهور المتجمع امام مسرح «مجمع دمر الثقافي»، بعد نهاية الحفلة في دمشق، حاملاً نسخ ال «سي دي». اتّفق مع المتحمسين للشراء على سعر «أرخص ما يمكن» (2 يورو)، كون ال «سي دي» منسوخاً وليس اصلياً. بعد ان بيعت كل تلك النسخ ايضاً، وعاد البعض خالي الوفاض. لم تقدم فرقة «الثلاثي الازرق» تلك الحفلة المبهرة، حتى تسترعي حماسة من يتعرف عليها لاقتناء اعمالها. تكوينها في الاساس غير مألوف كثيراً في فرق الجاز الصغيرة. يقودها عازف الكونترباص البرتغالي، الالماني الاقامة، كارلوس بيكا، ومعه عازف الغيتار الكهربائي (البيس)، وكذلك عازف «الدرامز» الالماني جيم بلاك، الاميركي الاصل. لكنها فرقة تأخذ الجاز الى نكهة خاصة، من توليفها. نكهة وليدة مزيج من لعب «البيس» ناحية الروك، عازفاً تلك النغمات البطيئة التي تضفي مسحة سخرية، خصوصاً عندما تلتقي بمسعى التجريب الذي يخوضه عازف الدرامز، محاولاً ابتكار اصوات جديدة بتقنيات عزف غير مألوفة في آلته. كان يحزّ عصا الدرامز، على حافة الصحن المعدني محدثاً نغماً هو أحدّ مما يمكن ان تطلقه «كمان»، وكذلك خربشته على سطح الطبلة التي جاءت بأنغام وترية، اضافة الى انضوائه في تلك المعزوفات الغاية في السخرية، والتي تقفز من لحن هادئ بطيء الى صاخب محتدم. اما كارلوس بيكا، فينتحي جانباً مع كونترباصه المطموس باللون الاسود، يسجل نغمات فارقة عندما يعزف بالقوس، ويقول لاحقاً انها طريقة لاستحضار عناصر من الالحان الشعبية الى معزوفاته، وهو ملحن الفرقة. أراد لموسيقاه ان تحوي تأثيرات من موسيقى شعبية تأتي من البرتغال وافريقيا وحتى الشرق الاوسط. هذه التأثيرات بدت متوارية، ولا يتعدى وجودها سوى بضع نغمات نافرة على اللحن الاساس. لكن التقاء ذلك كله، اعطى الفرقة ومعزوفاتها، نكهة خاصة. احياناً، بدا كل من عازفيها «يغني على ليلاه»، لكن امتزاج ذلك جاء بمردود درامي، وشعري احياناً، يلفت الانتباه. الفرقة التي تحتفل بالذكرى العاشرة على تأسيسها، مع اصدارها البومها الرابع «مؤمن»، كانت قدمت ثلاثة البومات لها هي: «ازرق» و«تويست»، اضافة الى البومها الذي اصدرته عام 2003 «انظروا ماذا فعلوا بأغنيتي».