يخدم شباب قرية «الأضارع» بالجوف الضيوف في المناسبات المختلفة بدلا من العمالة، ويتكاتف شباب القرية من أجل إكرام الضيوف، بدءا من إعداد القهوة والشاي، مروراً بصبها للحضور، وانتهاء بتطييب الأهالي بالعود و«الدخون»، مرددين عبارة الترحيب المحلية «يا الله حيهم، يا هلا». ويبين رئيس نادي «العروبة»، مريح آل مريح أن نشاط شباب القرية معروف لدى الجميع، ويجسد ثقافة اجتماعية سائدة في القرية، و يضيف آل مريح «تعود بي الذاكرة إلى الاحتفال الكبير الذي نظمته قبيلة «شمر» للأمير عبد الإله بن عبد العزيز، إبان تعيينه أميرا للجوف، وكذلك المخيم الاحتفالي بزيارة خادم الحرمين الشريفين للجوف حيث شيدت المخيمات ونظمت الاحتفالات بأيدي شباب «الأضارع»، دون أي اعتماد على العمالة الوافدة، والرائع في الأمر أن الشباب لا ينتمون إلى أي ناد أو جمعية ثقافية، بل ينظمون الاحتفالات والمناسبات بجهود فردية، متفوقين على شباب المدن الرئيسة بتعاونهم». و أكد تركي بن قبيل الشمري، أحد أبناء «الأضارع» أن مجتمع قريته يحافظ على التكاتف فيما بينهم خلال الأفراح والمناسبات، ويعملون معا لاستقبال الضيوف من خارج القرية، حيث يعدون خدمة الضيوف شرفا يأنفون عن تركه، ويتسابقون إلى الترحيب بالزوار. ويحث الأهالي أبناءهم على ذلك، كما أن حضورهم مجالس الرجال منذ الصغر نمّى في نفوسهم الاهتمام بالضيوف، ويعتبرون توكيل الأمر إلى الخدم معيبا في حقهم، فمن تمام إكرام الضيف خدمته من قبل أصحاب المكان، كما أن المساعدة بتقديم الخدمات للضيوف في حفلات الزواج يعتبره الشباب أقل عمل يقدم لزميلهم العريس فنجدهم يتسابقون لهذا العمل خدمة لزميلهم وهذه من الأسباب التي عززت استمرار هذه العادة. ويضيف متعب بن سعود أحد أبناء قرية «الأضارع» أن آباءهم قاموا بتربيتهم على التنافس والتعاون مع بعضهم بعضا خاصة في المناسبات الكبيرة مثل الزواجات أو الاحتفالات باسم «الأضارع»، لأنهم يعتبرون تحضير القهوة وصبها للضيوف عملا يجب أن يقوم به الشباب، رغم وجود العمالة، فهم يرون أن العامل فقط للنظافة، أما عمل القهوة وصبها فإنه يقتصر على الشباب. .. و يقدمون القهوة «العربية» للحضور (الشرق)