تكشف الأدلة والإثباتات أن إدارة نادي الزمالك تجاهلت اللوائح، وضربت بالقوانين عرض الحائط من أجل عيون اللاعب عمرو زكي، لكن النادي لم يجد في النهاية من مهاجمه الدولي الملقب بالبلدوزر سوى التمرد ومحاولات فسخ عقده والرحيل بالمجان. فالعقد الذي وقع في 2008 وكشفت “الشرق” تفاصيله جعل من عمرو زكي أغلى لاعب في الدوري المصري، وبمعنى أدق وأكثر تحديداً “جعله أول لاعب يتخطى حاجز الخمسة ملايين جنيه” في الموسم الواحد.
شكويان هما البداية لم تكن الشكوى التي تقدم بها عمرو زكي منذ أيام قليلة إلى لجنة شؤون اللاعبين للمطالبة بمستحقاته المادية المتأخرة أو فسخ عقده مع الزمالك هي الأولى خلال مشواره مع الفانلة البيضاء.. فقبلها كانت هناك شكوى أخرى في بداية الموسم سرعان ما تراجع عنها حتى لا يغضب حسن شحاتة المدير الفني الجديد للزمالك الذي ساهم في تألقه على المستوى الدولي سواء مع منتخب الشباب أو المنتخب الأول.. والسبب الأهم أنه لم يقدم في الموسم الماضي أداء ومستوى يشفعان له عند المطالبة بمستحقاته المتأخرة أسوة بباقي اللاعبين. وفجأة، وخلال فترة توقف الدوري الحالية تقدم البلدوزر بالشكوى قائلاً “اضطررت إلى تقديم الشكوى للرد على الإساءة الكبيرة التي تعرضت لها من جانب مسؤولي الزمالك الذين وعدوني أكثر من مرة بصرف تلك المستحقات ولم يفعلوا، في الوقت الذي استجابوا فيه للاعبين آخرين مثل شيكابالا وميدو وأحمد حسن وتجاهلوني تماماً، وكأني نكرة أو غير موجود”. وفجر اللاعب مفاجأة بأنه اضطر لبيع أراضٍ يملكها في مدينة المنصورة من أجل الصرف على أسرته، وأنه وقت عيد الأضحى لم يجد ما يكفيه من مصاريف شخصية وعائلية.
صمت مريب لشحاتة لجنة شؤون اللاعبين باتحاد الكرة أرسلت خطاباً إلى نادي الزمالك منحته فيه عشرة أيام مهلة من أجل منح اللاعب مستحقاته، وإلا ستضطر لتطبيق اللوائح وفسخ عقد اللاعب. في الجانب الآخر رفض مسؤولو الزمالك أسلوب وطريقة اللاعب في طلب مستحقاته، خاصة أنه يعرف جيداً طبيعة الأزمة المالية التي تمر بها القلعة البيضاء، وأن عليه سحب الشكوى التي قدمها ضد النادي قبل الحصول على هذه المستحقات. فيما أثار صمت وسكوت حسن شحاتة خلال الفترة الماضية العديد من علامات الاستفهام والدهشة والحيرة. ويتردد بقوة أن المدير الفني للزمالك لم يتدخل في المشكلة هذه المرة حتى لا يضع نفسه في حرج، خاصة بعد أن وصلت لمسامع اللاعبين أنه ومعه باقي أفراد الجهاز الفني.. حصلوا على راتب شهر نوفمبر.
خبطة “الشرق” وبعيداً عما تحمله الأيام المقبلة من محاولات لإقناع عمرو بسحب الشكوى وتقسيط مستحقاته المادية.. فإن الأوراق الرسمية والأرقام والإحصائيات تفجر الكثير من المفاجآت ليس فقط لجماهير الفانلة البيضاء، وإنما لمجلس إدارة نادي الزمالك أيضاً، الذي يدفع حالياً ثمن تدليل اللاعب وتجاهل اللوائح. “الشرق” انفردت بكشف تفاصيل عقد عمرو زكي مع الزمالك.. وهو عقد يمكن وصفه بالفضيحة لما يحتويه من أخطاء من جانب مسؤولي الزمالك. وقد تم توقيعه يوم 21 يوليو 2008.. وكان ممثل الزمالك فيه ممدوح عباس بصفته رئيساً لمجلس الإدارة. ومن الصدف أن محاولات الصلح بين ممدوح عباس ومرتضى منصور كانت في ذلك الوقت قد وصلت لمراحلها الأخيرة، حتى يتم سحب القضايا ويعود عباس لحل المشكلات التي وضع النادي فيها. العقد يمتد لمدة أربعة مواسم.. وكان من المفترض أن ينتهي بنهاية موسم 2011/2012.. ولكن إدارة القلعة البيضاء وافقت على عودة اللاعب للاحتراف في إنجلترا مرة أخرى واللعب في نادي هال سيتي، وهي التجربة التي لم تستمر سوى شهور عاد بعدها لمصر سريعاً. وهذا العقد الذي وقع في 2008.. جعل عمرو زكي أغلى لاعب في الدوري المصري، وبمعنى أدق وأكثر تحديداً “جعله أول لاعب يتخطى حاجز الخمسة ملايين جنيه” في الموسم الواحد. وهذا الرقم لا يحصل عليه سوى عدد محدود في الدوري، وتضم القائمة حسني عبد ربه من الإسماعيلي وميدو وشيكابالا من الزمالك. في حين تتراوح قيمة عقود نجوم الأهلي من مليونين ونصف إلى ثلاثة ملايين جنيه، حسب الأوراق الرسمية، ولكنها تزيد على الخمسة ملايين إذا ما تمت إضافة الإعلانات والمكافآت الأخرى لها من سيارات وشقق في مدينة الرحاب، التي يحصل عليها اللاعبون عند التوقيع للفانلة الحمراء.. وكان آخرهم عبدالله السعيد القادم من الإسماعيلي ووليد سليمان المنضم من صفوف فريق إنبي.
182 ألفا في المباراة الحقيقة المؤكدة التي تكشفها الأوراق الرسمية هي أن عمرو زكي كان أول لاعب يتخطى ويتجاوز الخمسة ملايين جنيه في الموسم.. وحصل عليها اللاعب في موسمه الثاني مع الزمالك (موسم 2009/2010).. وبالتحديد بلغت قيمة عقده خمسة ملايين ومائتي ألف جنيه. ولم يكتف مسؤولو الزمالك بذلك، وإنما ضربوا عرض الحائط باللوائح والقوانين من أجل عيونه. فالمفروض وحسب شروط العقد الموحد لاتحاد الكرة أن يحصل اللاعب في بداية الموسم على 25 % من قيمة التعاقد وتوزع 50 % على أقساط شهرية بحد أقصى عشرة أقساط، وتوزع ال25 % الأخيرة في نهاية الموسم طبقاً لمشاركات اللاعب. وتعتبر نسبة المشاركة في 80 % من المباريات هي النسبة التي يتقاضى عنها اللاعب هذه المستحقات ال25% كاملة، ويحتسب قيده في قائمة المباراة مشاركاً في تلك المباراة. ولم يعترف الزمالك بشروط هذا العقد الموحد.. وتجاهل بنوده من أجل عيون عمرو زكي.. ومنحه مليوناً وثلاثمائة ألف جنيه في الأول من يوليو 2009 وبعد 15 يوماً بالتمام والكمال منحه مليونين و600 ألف جنيه. وباختصار حصل عمرو زكي على 75 % من قيمة عقده قبل أن يبدأ الموسم وقبل أن يلعب أي مباراة. وكرر الزمالك نفس السيناريو في الموسم الثاني، وحصل اللاعب على مليون و300 ألف جنيه قبل بداية الموسم، وتم توزيع نسبة ال50 % على دفعتين بواقع مليون وثلاثمائة ألف جنيه.. وهو أمر لم يفعله النادي مع أي لاعب.
فضيحة بالأرقام عقد عمرو زكي مع الزمالك على هذا النحو أشبه بالفضيحة ويضم الكثير من المفاجآت والأسرار التي كشفنا بعضاً منها. ولم تتوقف مفاجآت لغة الأرقام والإحصائيات للبلدوزر المصري عند هذا الحد، فالإحصائيات تقول إنه لعب مع الزمالك في الموسم الماضي 11 مباراة وهو ما يعادل بالتقريب 36 % من إجمالي المباريات التي لعبها النادي في الموسم، وشارك لمدة 833 دقيقة فقط، وحصل حتى الآن على مبلغ مليوني جنيه. وبحسبة بسيطة نجد أن مباراة عمرو زكي تساوي 182 ألف جنيه، وتقترب من 2500 جنيه في الدقيقة الواحدة. هذا ما تقوله لغة الأرقام والإحصائيات. ورغم ذلك اشتكى عمرو زكي الزمالك في الجبلاية قائلاً إنه لا يجد ما ينفق منه على نفسه وأسرته.