مع فكرة تشكيل «الفريق الرئاسي» المعاون للرئيس، وحتى لا يضيع هذا الفريق بين تشكيلات أخرى كثيرة، فلابد أن يتضمن تشكيله تفاصيل المهمة المكلف بها هذا الفريق، وبدء المهمة وتاريخ إتمامها وذلك حتى تسهل محاسبة الفريق عما أنجز سواء سلبا أو إيجابا، بداية لعصر المهام «السمك واللبن والتمر هندي» التي لم تحقق لمصر شيئا على الإطلاق رغم كثرتها، بما أنتج مقولة: إذا أردت أن تقتل موضوعاً فلا شيء أكثر من إحالته إلى «لجنة»! وإذا كان تشكيل هذا الفريق المعاون جادا وصحيحاً فلتكن المهمة الأولى لذلك الفريق هي «إدارة الملف الاقتصادي» الذي تتم «اللغوصة» فيه على أهميته وخطورته في ظروف الأزمة التي يفشيها، ليضع لنا الفريق خطة عمل يتولاها اقتصاديون حقيقيون لديهم خبرة طويلة بما يجري في الأسواق المحلية والمناخ العالمي الذي يسمح بالمعاونة في الظروف الصعبة على أن تختتم الخطة بوقت محدد يلتزم به «الفريق المنقذ» مع فتح كل «ملفات المعلومات» التي لدى الدولة أمام هؤلاء المتقدمين لفك الأزمة. وليكن تشكيل ذلك الفريق الاقتصادي المتخصص هو بداية عصر التوافق على الإنقاذ، وليس الخلاف المدمر الذي نشهده الآن على الساحة المصرية حيث لا يتفق اثنان على رأي واحد، وهو ما يعطل كل «المراكب» لتبقى مشكلات الأمة كلها في موقف «محلك سر» دون خطوة للأمام، رغم إدراك الجميع الذين يتابع بعضهم حركة العالم الغربي النشطة بأن الموقف المتوقف هو قد خطا خطوات كثيرة للخلف لا فائدة منها أكثر من تضييع عمر الوطن فيما لا يفيد! ولعل اختراع أمريكا الجديد لطائرة تسير «بعشرة أضعاف سرعة الصوت» يكون إشارة إلى نوعية العصر الذي نعيشه، ومن ثم فعلينا سرعة الإنجاز بما يقترب كثيرا من سرعة البرق، ذلك أن «عصر السلحفاء» الذي نعيشه عالة على إنجازات الآخرين، والتمسك – جهلا- بهذا العصر هو الذي يدفع شباب العرب المتحضر إلى ترك أوطانهم هربا إلى أوطان أخرى يبدعون فيها بمناخ يسمح ويشجع، بل ويضع المبدعين في مقدمة الصفوف ليبدعوا أكثر!