يجد بعض الطلبة صعوبة في التأقلم مع أول أسبوع دراسي يعودون فيه إلى المقاعد المدرسية بعد عطلة صيفية طويلة، حيث يضطرون إلى اتباع برنامج إلزامي يستهل بالاستيقاظ مبكرا، وحضور الحصص ومراجعة الدروس في المنزل دون استعدادهم نفسيا، في حين يتحمس البعض منهم ويستعدون للمدرسة بطاقة عالية، فيما أرجع اختصاصيون عدم ارتياح الطلاب بداية السنة الدراسية إلى عدم تمهيدهم من قبل الأهل. وتعبر لمى الشمرى -طالبة في الصف الخامس الابتدائي- عن شعورها بالتعب من عدم اعتيادها على المدرسة، بعد عطلة تخللها السهر والاستيقاظ بعد الظهيرة والترفيه. فيما بيّن أسامة فواز -طالب في الصف الثالث متوسط- أنه اختار احتياجاته المدرسية بكل حماس، استعدادا للعام الدراسي الجديد. ويقول “صحيح أننا لم نشبع من العطلة، إلا أني متحمس للعودة لأني استمتعت بالإجازة”. ولم تجد أنعام العتيبي -ربة منزل- طريقة تستطيع بها السيطرة على نظام أبنائها، وذلك بعد الإجازة الطويلة التي قضوها بين اللعب والنوم، مبدية تخوفها من الكسل الملازم لأبنائها، مبينة أنها تبحث عن طرق تمكنها من التصرف بشكل سليم، وتدفع بأبنائها إلى النشاط وترك الخمول والكسل أثناء الدوام المدرسي. وبينت نجلاء الحربى -ربة بيت- أن ابنيها خالد ومازن -في المرحلة الابتدائية- تلهفا للقاء أصدقائهما ومعلميهما، ويمتازان بنشاط وحيوية، مبينة أنها سعيدة بذلك وتتمنى أن يدوم نشاطهما الذي سيوصلهما إلى أعلى المراتب. وترى المعلمة نعيمة أحمد أن الأهالي يواجهون صعوبة مع أبنائهم في تهيئتهم للنوم باكرا، مبينة أن الحفاظ على انضباط الأبناء قبل بدء الدراسة يهيئهم نفسيا قبل العودة إلى المدارس. وأشارت إلى أهمية دور الأهل في عملية تدريج الأوقات، بتقصير ساعات السهر تدريجيا، فما أن يبدأ العام الدراسي الجديد، حتى يعتادوا نظامه. ودعت الأهل إلى تنظيم أوقات أبنائهم وإشعارهم بأهمية الكتب المدرسية منذ بداية الفصل الدراسي، خاصة وأن هناك طلاباً لا يهتمون بهذا الأمر في الأسبوعين الأول والثاني، وأضافت “تقع على عاتق المعلمين مسؤولية كبيرة في تهيئة الطالب لتلقي العلم؛ فالمعلم قدوة، ويجب أن يشعر الطلبة بأهمية العلم، من خلال تشجيعهم وخلق روح المنافسة لديهم”. وتشير المعلمة صالحة العبدالله أنها والمعلمات في المدرسة يجدن صعوبة من عدم تأقلم الطالبات بداية العام الدراسي، مبينة أنهن سرعان ما يعتدن على التغيير وينتظمن، منوهة إلى دور الأهل في تهيئة الأبناء، إلى جانب دور المعلمين في جعل الأسبوع الدراسي الأول غير ممل، فضلا عن التدرج في إعطاء الدروس بطريقة سلسة لا تشعر الطلبة بالضغط. وأكد الاختصاصي النفسي يوسف حسن، أن الفصل الدراسي الأول أصعب على الطلبة من الفصل الثاني نفسيا، بعد فترة قضوها دون عمل منظم، حيث يجدون معاناة في معاودة الاستيقاظ باكرا من جديد والالتزام بواجبات المدرسة ومواعيدها وسيصيبهم ذلك بنوع من الزجر وعدم الارتياح. معللا ذلك إلى عدم تمهيد الأهل لأبنائهم، مما يعطيهم مؤشرا إلى التوتر وبداية عام دراسي غير سعيد، إلا أن نسبة هذا التوتر تقل بعد مرور الأسبوع الأول. منوها أن الطالب النجيب يحب العودة إلى المدرسة، فتراه يرجع لنشاطه سريعا، بشوق كبير لمعلميه وزملائه وسرعان ما يتكيف مع الوضع الجديد، في حين يتذمر الطالب الكسول ويشكو وينقل شعوره لعائلته.