أكد إعلاميون ومثقفون ورجال فكر وأدباء أن «سوق عكاظ»، الذي يطلق أمير منطقة مكةالمكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، نسخته السادسة، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الثلاثاء 24 شوال/ 11 سبتمبر، أنه يفتح نافذة جديدة تتيح إلقاء نظرة على المستقبل في المجالات الثقافية والعلمية. واعتبرت قيادات من الشباب واختصاصيون في الإعلام ندوة «ماذا نريد من الشباب وماذا يريد الشباب»، التي يتبناها السوق هذا العام ضمن البرنامج الثقافي بمشاركة أمير منطقة مكةالمكرمة، وأربعة وزراء، أنها تؤسس لمنبر حواري دائم بين صناع القرار وشريحة الشباب. تطلع إلى المستقبل د.عبدالعزيز السبيِّل شدد المستشار في وزارة التربية والتعليم، الدكتور عبدالعزيز السبيل، على ضرورة أن تصنع الأجيال تاريخها، ولا تتكئ على أمجاد الآباء والأجداد، مشيراً إلى أن من يزور «سوق عكاظ» في كل عام، يلحظ تحسناً ملحوظاً في الجوانب التنظيمية والتجهيزات، وقال: «إذا كان مستوى التنظيم والتغيير والتحديث على هذا المنوال، أجزم أنه بعد سنوات قليلة سيتجاوز «سوق عكاظ» البعدين المحلي والعربي إلى العالمية». وأضاف «يمثّل «سوق عكاظ» التاريخ، ويمثّل الماضي والحاضر والمستقبل، وهذا الأخير يتمثل في برنامج عكاظ المستقبل الذي تنفذه وزارة التعليم العالي». وتابع «بقدر اعتزازنا بالماضي، وبقدر تمسكنا بهذا التراث، وأكثر من ذلك، نتطلع إلى المستقبل، ونستشرف آفاقه، فأبناء اليوم يجب أن ينظروا إلى الخلف قليلاً، ولكن إلى الأمام كثيراً»، موضحاً «نهتم بالماضي ونتكئ عليه، ولكن علينا ألا نكون أسرى لهذا الماضي، وعلينا أن نصنع أمجادنا نحن، وعلى الأبناء والأحفاد أن يصنعوا كذلك أمجادهم. هذه هي الرؤى المستقبلية التي يؤكد عليها سمو الأمير خالد الفيصل». إضافة للحراك الثقافي اعتبر المشرف العام على فرع وزارة الثقافة والإعلام في منطقة مكةالمكرمة سعود الشيخي «سوق عكاظ» أنه إضافة للحراك الثقافي في المملكة العربية السعودية، ويعزز ما وصلت إليه، وقال إنه يترجم الحركة الثقافية في المملكة، فضلاً عن أنه يشكل مساحة للتعريف بدورها «الريادي في نشر الثقافة والاهتمام بها». ووصف رئيس نادي جدة الثقافي الأدبي، الدكتور عبدالله السلمي، السوق بأنه مشروع ثقافي حضاري وطني ينطلق من جذور تاريخية في الثقافة العربية، وقال: ما شاهدناه في «سوق عكاظ» في الأعوام الماضية من معارض متنوعة وبرامج وأنشطة وتوافد من قبل الزوار، دليل على الأهمية التي يحظى بها السوق. متمنياً أن يثمر اهتمام المسؤولين بالسوق في تحويله إلى ملتقى عربي، ووجهة سياحية يقصدها الزوار والمصطافون. في حين شدد مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة، عبدالله التعزي، على أن السوق أصبح ملتقى فريداً من نوعه، وأن الأنشطة المقدمة فيه سنوياً تتنوع لتقدم مهرجاناً ثرياً في محتواه، حيث يقدم في كل عام احتفالاً واحتفاءً بأحد شعراء المعلقات، ليؤكد اتصال التراث بالحاضر، وتجدد المحافظة على الماضي. وأفاد أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور عبدالرحمن الحبيب، أن السوق «بشكله الحالي، والتطوير الذي يخطط له مستقبلاً، يعد أنموذجاً للسياحة الثقافية والتراثية التي تستحوذ على نسبة مرتفعة عالمياً من إقبال السياح، مقارنة بالأنماط السياحية الأخرى»، مضيفاً أن «إقامة هذه التظاهرة في الموقع الفعلي للسوق تعطيه حضوراً ورمزية كبيرة لدى زائريه». منبر حواري وصف عضو جمعية شباب مكة للعمل التطوعي، أحمد عريف، تبني السوق حلقة النقاش، بمشاركة أمير منطقة مكةالمكرمة وأربعة وزراء، بأنها تؤسس لمنبر حواري جديد مع الشباب، مذكراً في الوقت نفسه بما ناله الشباب من اهتمام وتقدير لأعمالهم، حينما خاطبهم في الحفل الختامي لأعمال التطوع في جدة، قائلاً: «شرفتموني يا شباب، فلكم حياتي». ويتفق معه رئيس لجنة شباب الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية في جدة، المهندس محمد صويلح، مشيراً إلى أن تبني السوق لهذا الحوار من شأنه أن يكرس النظرة المستقبلية لأدوار الشباب في التنمية في منطقة مكةالمكرمة خصوصاً، والمملكة عموماً. ورأى عميد كلية إدارة الأعمال في رابغ، الدكتور عبدالإله ساعاتي، أن الندوة، من خلال محاورها التي تتناول دورهم في التنمية والتعليم والإعلام، تعطي الحيز المكاني لهذه الفئة التي ستفاجئ الحضور بعقليتها المتفتحة، وبحضورها الفاعل، وبقدرتها على التفاعل مع جميع أوجه التنمية، متمنياً أن تخرج الندوة بتوصيات عملية تعبر عما يطمح الشباب إلى تحقيقه ورؤيتهم لمستقبلهم. وأوضح عضو لجنة شباب الأعمال، محمد سعيد، أن الندوة تؤكد الحاجة لأن يستمع صناع القرار لما يخفيه الشباب من طموحات وآمال، منوهاً أنها ستكرس منهجاً جديداً في الشفافية بين المسؤول والمواطن. رانيا سلامة وأكدت رئيسة لجنة شابات الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، رانية سلامة، أن هذه الندوة تحقق منهج إشراك الشباب في الرأي، ومن ثم تحميلهم المسؤولية، مشيرة إلى أن الشباب أثبتوا قدرتهم على الإبداع في قطاع الأعمال، حيث تشير التقارير أن 90% من المشاريع الصغيرة يملكها شباب. وأوضحت أن الندوة تمثل «دليلاً على أن الأمير خالد الفيصل يراهن على أن الشباب هم زهرة الأمل وركيزة البناء ونظرة المستقبل، وليدلل على أنهم مشاركون رئيسيون» في السوق. واعتبر أستاذ تكنولوجيا الإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور سعود كاتب، أن تنظيم هذه الندوة على أرض «سوق عكاظ» دلالة واضحة على عدم تركيز السوق على سرد الوقائع التاريخية، بل نظرة للمستقبل من خلال شريحة الشباب، على خلفية أنهم يمثلون المستقبل، ليس في المملكة فحسب، بل في العالم العربي. وامتدح مستشار القناة الثقافية السعودية، عبدالله مغرم، تبني السوق حلقة النقاش مع الشباب لخلق تفاعل مباشر بينهم وبين المسؤول، دون قيود، أو موانع، أو الشعور بالفوارق بين المواطن والمسؤول.