يسعى مصمم الأزياء الفرنسي الشهير بيار كاردان إلى بناء برج عملاق اسمه “باليه لوميير” (قصر الأضواء) في البندقية… لكن المشروع الذي يضم مجمعاً فندقياً وثقافياً ورياضياً يثير جدلاً ولا يحظى بإجماع السكان. ويقول أفيزيه بينيديتي، نائب الرئيس المحلي لجمعية “إيطاليا نوسترا”، التي تعنى بالدفاع عن التراث، بغضب “لا يمكن لأي كان أن يأتي بين ليلة وضحاها ويقرر أن ينجز مشروعاً لا فائدة منه”. ويضيف هذا الأستاذ الجامعي وهو يشير بيده إلى جسر ريالتو المشيد على القناة الكبرى “تستحق البندقية الاحترام، فهي مدينة يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام”. وعلى بعد بضعة أمتار من الجسر، يؤكد رئيس بلدية المدينة جورجيو أورسوني، وهو جالس في مكتبه الشاسع، إن “هذا المشروع لا يقع في وسط البندقية التاريخي”، بل خارج البحيرة، على الحدود بين منطقتي ميستري وبورتو مارغيرا التي تعد المنطقة الصناعية في المدينة. ويكشف رئيس البلدية الذي أعطى المشروع الضوء الأخضر أنه “يمكن حالياً رؤية مشاهد قبيحة جداً من المدينة، مثل المداخن الصناعية. وأظن أن مشهد قصر الأضواء سيكون أجمل بكثير”. ويذكر بأن “الحس الابتكاري لطالما كان سائداً في المدينة التي خطت خطوات ريادية وأتت بابتكارات معمارية”. ولا شك في أن بيار كاردان الإيطالي الأصل هو من الرياديين المخضرمين، كما أظهرت تصاميمه الاستشرافية التي ابتكرها في الستينيات. وحرص مصمم الأزياء على القدوم شخصياً الإثنين إلى البندقية ليدافع عن البرج البالغ علوه 255 متراً الذي يعتزم تشييده على امتداد 40 هكتاراً في منطقة صناعية مهملة ينبغي إزالة التلوث منها أولاً. ويؤكد المصمم البالغ من العمر 90 عاماً “أنا أراعي البيئة والأخضر لوني المفضل”. ويضيف “أريد أن أقدم إلى البندقية حديقة أزلية”، واعداً بأن “عملية البناء لن تستغرق أكثر من ثلاث سنوات ليكون القصر قائماً خلال المعرض الدولي في ميلانو في العام 2015″. ويتألف هذا المجمع العقاري الذي يضم 65 طابقاً من ستة أقراص مكدسة تفصل بينها مسافة تمتد على 35 متراً، وتدعمها ثلاثة أبراج مختلفة العلو. ومن المزمع أن تضم هذه “المدينة العمودية” شققاً وفنادق ومطاعم ومراكز أبحاث وتعليم ومرافق رياضية في مساحة إجمالية تساوي 250 ألف متر مربع، على أن تتراوح ميزانيتها الإجمالية بين 1.5 وملياري يورو. ويشير بيار كاردان إلى أنه من شأن هذا المشروع أن “يستحدث 5 آلاف فرصة عمل، على أقل تقدير”، وقد أوكل الإدارة الفنية إلى أحد أبناء أشقائه المهندس رودريغو باسيليكاتي. وفي مسعى إلى عرض هذا المشروع، نظم المصمم معرضاً مفتوحاً للجمهور يفتح أبوابه الأربعاء، ويسمح من خلال صور وخرائط بتقييم آثار المشروع. ورداً على سؤال طرحته وكالة فرانس برس عن الأسباب التي دفعت بيار كاردان إلى اختيار البندقية مقراً لمشروعه هذا، ذكر المصمم بأصوله الإيطالية، لافتاً إلى أن باريس لم تعد تتسع لمشاريع من هذا القبيل. وقد اختار كاردان شقة له في أعلى قصر الأضواء. بيار كاردان أ ف ب | البندقية