عند الحديث عن المرأة وما يدور حولها، تجدهم وكأنهم صُرفوا وانْصَرفوا عن محاور الحياة وقضايا الشارع السعودي، وشمّروا عن سواعدهم ليتناولوا المرأة فقط، كموضوع ساخن لا يُمل من كل الاتجاهات الفكرية الليبرالية والإسلامية والعلمانية، ومن كل البرامج التليفزيونية المستهلكة والإذاعات التقليدية والصحف والمواقع الاجتماعية .. حتى كثر الحديث فيه، وكثر اللغط ونسوا كل القضايا الجديرة بالبحث والنهش بالأحرى، واتجهوا لنهش المرأة .. وانشغلوا بحجابها ووجهها وعباءتها وتعليمها وعملها وملابسها الداخلية وقيادتها، كأنما ستقود مركبة فضائية وليست سيارة.. (على الأقل)، تحدثوا عن قيادتها للدراجة – لنعمل للموضوع صعقة كهربائية، ونعيد حيويته – فبعض المشايخ – حفظهم الله – أيضاً حرّموا ركوب الدراجة حفاظاً على شرف الفتاة.. أما المشالح وطبقة المثقفين الزاعمين بأنهم محامون عن المرأة، حقيقةً لا أعرف فهل صُرفوا بضمير غائب، أم انصرفوا بضمير حي عن الميادين الأخرى وتعاطفوا مع المرأة!! تقول هدى الشعراوي الناشطة المصرية في مجال حقوق الإنسان والمرأة: ( المرأة العربية لابد أن تثور على وضعها الحالي)، وخذوا الحكمة عن النساء من أفواه النساء .. و كفّوا عن الحديث عن المرأة ودعوها تتحدث عن نفسها، وتثبت نفسها وانتقلوا للحديث والتنقيب عن أنفسكم، فأنتم أولى بالجدل.. ألستم من احتكر المناصب والكراسي، والسياسة والقضاء والقيادة والإدارة والرياضة والفنون والقوامة. إن معضلة العرب الحقيقية هي أنهم ما زالوا يعدون المرأة تلك الكائن العجيب وهذا مايفسر ثقافة «الانقضاض» عليها. (الزبدة): إما ثورة تاء التأنيث وإما الحل.