تقاسم أدباء ومثقفو المدينةالمنورة، أمس الأول، الحديث حول ذكرياتهم عن العيد، ومواقفهم، وكذلك المورثات الشعبية والفلكلورية التي كانت تعرفها المدينة في أيام الأعياد، خلال حفل المعايدة الذي نظمه نادي المدينةالمنورة الأدبي. وقدم عدد من الشعراء قصائد خاصة بهذه المناسبة، فيما قدم «الجسيس» صالح عمر عدداً من المقامات الحجازية التي عرفتها المدينة منذ صدر الإسلام، مطالباً الدوائر الثقافية بالحفاظ على هذا اللون الذي عرفته الحجاز في بدايات الإسلام الأول. وأكد عمر، وهو يتحدث عن ذكرياته مع العيد، أن المجس يعدّ من الفنون الحجازية «الغارقة في الأشجان»، وأنه يشارك أهل الحجاز أفراحهم ومسراتهم، وقد لا يكتمل الفرح إلا بحضور «الجسيس»، موضحاً أن من لا يعرف المجس يخيل إليه، عندما يسمعه، أنه الموال العربي سواء المصري أو العراقي أو غيرهما، غير أن للمجس، بحسب عمر، خصوصيته من حيث المقام والأداء. وأشار عمر إلى أن هذه التركة العظيمة على صعيد الموروث الشعبي والثقافي الحجازي في طريقها للاندثار والضياع، مطالباً أن تبادر الأجهزة المعنية بالتراث والثقافة للحفاظ على هذا الموروث الشعبي الذي اختُص به أهل الحجاز، مبيناً أن هذه الثروة الفنية يعود تاريخها لأكثر من 1430 عاماً، وأن الصحابي بلال بن رباح كان يؤذن بهذا المقام الحجازي، وذكر أنه خلال زيارته لإحدى الدول الأوروبية وجد من يستخدمون هذا الفن، الذين لم يخفوا دهشتهم عندما سمعوا مقام الحجاز الذي لا يستطيع أحد أن يؤديه بإتقان من غير أهل الحجاز. وشارك في الحفل، الذي قدمه نايف فلاح في مقر النادي، عدد من المثقفين والأدباء وأعضاء الجمعية العمومية، الذين استحضروا فنون أهل الحجاز، التي تعكس هويتهم وثقافتهم الخاصة للاحتفال بالعيد والمناسبات السعيدة بالفنون مثل المجس، الدانة، والمجرور. وأكد رئيس النادي الدكتور عبدالله عسيلان، في كلمة افتتح بها الحفل، أن الهدف من إقامة الحفل هو تحقيق مزيد من التواصل بين أعضاء مجلس إدارة النادي وجمعيته العمومية، ما ينعكس بدوره على سير أداء النادي، إلى جانب ما يمثله اللقاء كذلك من تبادل الآراء والأفكار والمقترحات، مؤكداً أن النادي سوف يواصل الأسبوع المقبل نشاطه المنبري وفعاليات صالون أسرة الوادي المبارك وفق برنامج النادي الثقافي المعد لموسم 1433ه.