أسفر الاجتماع الثالث عشر لمجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، والأول للمجلس الجديد، عن عدد من القرارات أهمها دراسة نظام الجمعية، وإسناد ذلك إلى جهة متخصصة لتقديم دراسة استراتيجية عن مستقبل الجمعية وأهدافها، من خلال لجنة مشكلة من مجلس الإدارة. كما قرر المجلس خلال الاجتماع، الذي عقد أمس الأول في المركز الرئيس للجمعية في الرياض، إلغاء الاحتفال بمناسبة مرور أربعين عاماً على تأسيس الجمعية، الذي كان مقرراً تنظيمه في صفر المقبل، والاستعاضة عنه بتنظيم مؤتمر حول الثقافة والفنون في المملكة العربية السعودية في الموعد نفسه. وأكد مدير عام الجمعية عبدالعزيز السماعيل ل «الشرق» أن سبب إلغاء الاحتفال لا يعود لعجز مادي، «ولكن كانت هناك رؤية من المجلس بأن عقد مؤتمر هو أكثر فائدة وإيجابية للجمعية، ليتم من خلاله بحث مستقبل الجمعية من خلال دراسات وبحوث وقراءات تساهم في تطوير عمل وعلاقات الجمعية مع القطاعات الأخرى المختلفة، فالعملية باختصار هي مسألة فنية، وهي اختيار شيء بدل آخر»، رغم قوله إن الجمعية مازالت تنادي بزيادة الدعم الحكومي، والجمعية بأمس الحاجة إليه، فهي في خدمة الدولة والشباب السعوديين. وتابع «لدينا ما يكفي لاستكمال نشاطاتنا، لكننا بحاجة إلى دعم يساهم في تطوير نشاطاتنا ومواكبتها العصر وتطوراته، فالأسعار ارتفعت، والإيجارات، وكل شي ارتفع وتغير، فنحن بالتأكيد محتاجون للدعم حتى نحقق طموحاتنا». وأوضح أن الجمعية لوحدها لا تستطيع تحقيق كل الأحلام والأمنيات للمنتمين والمهتمين بالنشاط الثقافي والفني، ولكن من خلال إيجاد التعاون مع كافة القطاعات المختلفة مع الجمعية «أعتقد أن الجمعية تستطيع أن تحقق أهدافها، وهذا هو التصور الذي ينطلق منه مبدأ مجلس الإدارة الجديد، خاصة أنه في الفترة السابقة كانت الجمعية تعاني من نقص في هذا الجانب»، مبيناً أن علاقات التعاون كانت موجودة في الفترة الماضية، لكنها غير متطورة وغير كافية لتحقيق الأهداف المطلوبة، ومؤكداً أن جهد الإدارة الحالية سيكون مركزاً على إيجاد وسائل وسبل التعاون على تنمية وتفعيل العلاقة بين الجمعية وكافة القطاعات الأخرى سواء الرسمية أو القطاع الخاص والمثقفين والفنانين أنفسهم كأصحاب شأن. ونفى السماعيل أن يكون توجه الجمعية للمسرح والتركيز على فعالياته في الفترة الأخيرة يأتي من ضغوط ومطالبات بتفعيله، مؤكداً أن الأيام المقبلة ستشد خططاً مشابهة لخطط المسرح موجهة لكافة أنشطة الجمعية الأخرى. وعقد برئاسة رئيس مجلس إدارة الجمعية سلطان البازعي، وحضور مديرها العام، أمين المجلس، عبدالعزيز السماعيل، وأعضاء مجلس الإدارة المشكل مؤخراً، وهم: الدكتور عمر السيف، الدكتورة حنان الأحمد، الدكتور عبدالله المعيقل، كوثر الأربش، محمد العثيم، ومريم الغامدي. وخلال الاجتماع استعرض السماعيل، من خلال التقارير المعدة سلفاً، مجمل نشاطات الجمعية، وآلية عملها والإنجازات التي حققتها خلال السنتين الماضيتين. وبناء عليه تمت مناقشة مستقبل نشاطات الجمعية واستراتيجيتها المستقبلية. وخرج المجتمعون بالقرارات السالف ذكرها إضافة إلى تأييد المجلس الاستمرار في اعتماد قرار اجتماع مجلس الإدارة العاشر، القاضي بتحديد فترة تكليف مديري الفروع بأربع سنوات كحد أقصى، بحيث يتم التجديد لمدير الفرع مرة واحد فقط بعد سنتين من تكليفه، وكذلك استمرار العمل في التجديد لأعضاء اللجان كل سنة بالتشاور مع مديري الفروع، وما زاد عن أربع سنوات من الأعضاء يتم التجديد له بالتنسيق مع الإدارة العامة للجمعية. وأفاد السماعيل أن هذا الاجتماع بمثابة تمهيد لاجتماعات قريبة مقبلة لمجلس الإدارة، التي سيتم التركيز فيها على أنشطة الجمعية، وآليات تنفيذها، كذلك التعاون مع كافة الجهات المعنية لتطوير أنشطة الجمعية وفروعها بما يليق ويخدم جميع المثقفين والفنانين السعوديين ويرقى بمستوى الثقافة والفنون في المملكة. وحول تفعيل نشاطات الشعر الشعبي، قال السماعيل إن الإدارة العامة لا تقوم بتنفيذ نشاطات، ولكن يمكنها قول رأي أو توجيه أو دعم، ولكن من يصمم وينفذ هذه النشاطات هم مديرو الفروع، موضحاً أنهم مهتمون بالشعر الشعبي من خلال الخطط والبرامج التي نفذت في كثير من الفروع. وأضاف «ليس لدينا خطة خاصة بالشعر الشعبي. لدينا خطة لتطوير الفنون الشعبية، من خلال المسابقات». عبدالعزيز السماعيل