أكد اختصاصي أول نقل الدم في مستشفى الملك فهد المركزي في جازان الدكتور عبدالله معشي، أن كثرة الحوادث المرورية وانتشار أمراض الدم الوراثية في المنطقة وزيادة الحالات التي يتم علاجها بنقل الدم كالأمراض السرطانية يشكل ضغطاً كبيراً على مخزونات الدم ويستنزف معظمها بشكل يومي، مبينا أن مشكلة النقص تصبح أكثر وضوحا في أوقات معينة خلال العام مثل فترات الإجازات الصيفية التي يكثر فيه الحاجة لنقل الدم كنتيجة لزيادة الحوادث المرورية أو جدولة العمليات الجراحية، إضافة إلى الاستخدام اليومي الطبيعي للدم لبقية المرضى، إلى جانب إجازة عيدي الفطر والأضحى لقلة المتبرعين المتوفرين. وأوضح ل «الشرق»، أن حل ذلك يكمن في وجود خدمات نقل دم وطنية موحدة على مستوى المملكة مدعومة ومستقلة تماما عن المختبرات الطبية، تتولى توفير الدم ومشتقاته من جميع الفصائل وبمختلف الأنواع، وأضاف، «على الرغم من التقدم الطبي الهائل خلال العقود الماضية فإنه لا يوجد حاليا أي مصدر أو بديل آخر للدم سوى أن يتبرع به الإنسان الصحيح القادر لمن يحتاجه من المرضى والمصابين». وبين معشي أن بنوك الدم تقع على عاتقها توفير النقص في إمدادات الدم الكمية والنوعية من خلال القيام بوضع السياسات والإجراءات اللازمة لضمان استمرار توفره في مختلف الظروف والأوقات، وأضاف، «ينبغي على بنوك الدم أن تقوم بتنفيذ عديد من البرامج التوعوية والتثقيفية والتعليمية للمواطنين عن نقل الدم وأهمية تبرعهم المنتظم ومدى الحاجة المستمرة والدائمة للدم ومكوناته لعلاج المرضى». وذكر أن جمع الدم من متبرعين متطوعين منتظمين (ليس من أقارب المرضى) يعد حجر الأساس لضمان توفر الدم في المستشفيات، والاستجابة لأي نقص كمي أو نوعي في مخزون مكونات الدم. من جهة أخرى، تشارك المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة جازان اليوم، في الحملة التطوعية للتبرع بالدم التي أطلقها مشاركون على مواقع التواصل الاجتماعي لصالح مستشفيات المنطقة، بهدف توفير كميات كافية من أكياس الدم بفصائلها المتنوعة. وأكد مدير عام صحة جازان الدكتور حمد الأكشم، أن جميع مستشفيات المنطقة ستكون جاهزة وستستقبل المتبرعين بدءً من اليوم.