لم يشأ: «بشارٌ» أنْ يمتطيَ برْذعةَ حمارِ نِظامِه الأعرجِ إذْ بلغَ منهُ الجَهْدُ مبْلَغَهُ، وعلى الرُّغمِ مِن هذا الإنهاكِ المُزْري الذي تكتَسي به ملامحُ الحمار/ النّظام..، وبخاصةٍ أن ملامحَهُ تلك إنّما تزدادُ ازراءً حينما يتضوّرُ جوعاً..: إلاّ أنّه، ومع كلّ هذا الهزال الذي بدا عليه الحمارُ، ألفينا بشاراً وقد حمّلهُ بقايا مِنْ نثارِ: «عفشٍ» كانَ هو نصيبَهُ الأوْفى مِمّا قد ورثهُ عن والدِه تعصيباً -الضمير يعود لمستترٍ وهو الأسد لا الحمار-! لمْ يكن بدٌّ من هذا التنبيه، ذلك أننا في زمنِ الضمائر البارزةِ والمتصلةِ! ولأنَّ الأمرَ كلّهَ بيدِ: «أزلام النظام»! وسدنةِ الطائفيّةِ؛ فإنَّ بشاراً بالخيارِ، فلئنْ شاءَ فَلْيُيَمّمْ وجهه تلقاء بيت: «النار» في طهران ابتغاءَ أن يكونَ قريباً مِن: «دِهقانِهَا»..، أو فلتكن مواضعُ السجودِ منه تلقاءَ: «جنّة ماركس» في موسكو، وقد وُعدَ بها من لدن خزنتها. بشار الأسد وإنْ تعذّرَ هذا أو ذاكّ ف: «التنين» في أديرة الرجل المتيقظ لنْ يُسْلموه لأيّ أحدٍ بحسب ما جاء في: «دارما» و: «الجواهر الثلاث»، أو إن يشأ -بشارٌ- فليذهبْ بطريقةٍ عربيّةٍ خالصةٍ حيثُ ذهبت أمُّ عمروٍ. أيّاً يكنِ الأمرُ.. فإنّهُ لم يشأ إذ ذاكَ أنْ يضطلِعَ بذلك كلِّهِ دونَ أنْ يمنحَنا درساً -جامداً- في بلاغةٍ لمْ تكن: «مناهجنا العربية» قد عرفتْ من ذي قبلُ مثلَها دروساً! إذ تجاوزَ فيهَا -بشارٌ- المنطقَ: «العربي» المصاغِ بحكيٍ عربيّ رخوٍ مُبينٍ عن: «مقولِ القولِ» الذي من شأنه عادةً أن يكون حفيّاً بأل: «نحو» فليس ثمّة من لحنٍ، وب: «الصرفِ» فلا حيف في الوزنِ، وب: «مخارجِ الحروف» -الحاء هاهنا ليست منقوطةً-! فليتفَطّن لذلكَ المهووسون بوضع أيِّ نقطةِ على أيِّ حرفٍ يلتقيه بِعرضِ الطريق! نقطةٌ ومن أول السطرِ: ألَمْ ترَ كيفَ فعلَ الواقفونَ من: «بشارٍ» على الضفةِ الأخرى المقابلةِ له..! عفواً لأعودَ ثانيةً لتصحيحِ العبارةِ: ألمْ ترَ كيف: (قالوا) ثم: (قالوا) ثم: (قالوا) مِن بليغِ قولٍ لم يُقَلْ في العالمينَ مِنْ قبلُ، إذْ لمْ يكن له أنْ: (يقال) لولا ما توافروا عليه مِنْ: (مقولِ قولٍ) أتوا به لفظاً مُحْكَمَا مبينَاً على نحوٍ مبهرٍ يّذكِّرُنَا بأننا لمْ نزلْ بعْدُ: «عَرباً عاربة» صرعى غوايةِ مقول القول هذا!! – (ياالله صبوا هالقهوة وزيدوها هيل … صبّوها للنشامى على روس الخيل)! – (وينك ياللي تعادينا … يا ويلك ويل) آهٍ.. كانَ لهذا المجد العربيِّ المغموسِ بحبة الهال والقرنفل»المسمار»! الذي يجعلك تنتشي إذ ترى أجدادك بفروسيةٍ باذخةٍ يدعونَ ظهورَ الخيل لِسواهم بينما يمتَطونَ رؤوسَها. كان كلُّ هذا المجد العروبي الخارقِ –يا سادة- كفيلاً ببعث سؤالٍ ظلَّ معيَ عُمُرَاً..، ولعلّ الفرصةَ قد واتتني الآن لطرحِهِ: الذي أعرفه أنّ فهد بلّان قد توفي منذُ زمنٍ سحيق..، غيرَ أنّ ما أودَّ معرفتَه الآن هو: بكم تكْبُرَ: «صباح» من السنين: «سميرة توفيق»! وكيفَ هي صحةُ هذه الأخيرة؟! وهل صحيحٌ ما تتمُّ إشاعتُهُ: ذلك وأنّ»سميرة توفيق» وبسببٍ من عيون الحاسدين قد احولّت عيْنُهَا اليسرى فما عادت صالحة لل: «….»!؟ إلى أنْ أظفر منكم بإجابةِ يمكنُني القول: إن هاجسَ السلطةِ واستغواء المخاطبين ببلاغة الاستبدادِ انتهت ب: «بشارٍ» إلى أن يغتال: «عربيّتَه» الخرقاءَ، ويمزق تالياً كلَّ خطابات: «مقول القول»، ثمّ ها هو لا يفتأ يعلن تفوّقَهُ بكلّ جارحةٍ فيه على خصومهِ كافة من «الساسة» ببلاغةِ الفعلِ التي شهدَ له بها: «عنان» وهو: «الأخضر» على أثره سيرفع عقيرتَه بالشهادة ل: «بشار» على مثل ما شهد: «كوفي عنان».