بالونةٌ: ليسَ كلُّ ما فيها: (حسناً)، إذ قد دَحَاهَا :(الهُرمُزان) شُواظَاً مِنْ نحاسٍ فارسيٍّ، فلنْ تنتَصِر! تعْلُوها عِمَامَةٌ قد نُسِجَتْ مِنْ جلدِ ثعبانٍ: «صفويٍّ» كأنّهُ جان، بينما نبتَت أسفَلَها لِحْيَةٌ غُذيَتْ بماءٍ طائفيٍّ آسنٍ، ولقد كانَ سمادُهَا ما تخثّرَ مِن دمٍ عربيٍّ مبينٍ، والوليُّ الفقيهُ باسطٌ ذراعيِه بالوسيط إذ لا يبرَحُ كثَاثتِها غدوّاً ورَواحاً! ولقد قابت: (البالونةُ) قوسينِ أو أدنى من أنْ تنفَجِر، وذلك عندَ مَنْ ألقى السمعَ لخطابِ: «نصرالله»، وهو شهيدٌ لما اعتورَ بِنْية خِطابِهِ مِن معاني الحسْرةِ والخُذلان..! لعلّه الوعدُ الحقّ إبّانَ أنْ يشْهَدَ الجمعُ في غَدٍ: «بشاراً» وقد ولّى الدُّبُر. ما كانَ لِمعرَكَة «حسن» ضدَّ: «إسرائيل» أن تنْتَهيَ، بحُسْبانِها لم تكن قد ابتدأتْ بعدُ! إنها معركةُ جَلَبةِ: «الخطابات» البائسةِ؛ تلك التي توضعُ مَحلَ: «مخلاةِ الشعيرِ» إذ يعلّقُها المرءُ في عُنِقِ حمارِهِ ابتغاء أن يستَغِلّها عقب ذلك في جَرِّ المِحْراث يوم الحصاد وفق ما جاء في سفر التكوين! وقد خلت من قبلنا المَثُلات. إلى ذلك، يمكِنُكَ أن تعدَّ: «خطِابَهُ» الأخيرَ مجردَ خرافةٍ (مُقَنّنةٍ) مِنْ شأنِها أن تقتَحِمَ قائمةَ: «خُرافَاتِنا» التي طفِقَتْ تزدادُ بصورةٍ مريعَةٍ منذُ أنْ أعيدَ بعث: «الطائفيّةِ» وبقوةٍ أربكت المنطقةَ كلّها، ذلك البعث: «الطائفيُّ» الذي تمَّ بمباركةٍ مقدّسةٍ من أولِ دبّابةٍ أمريكيّةٍ وطئت ترابَ البصرة بجنْزَرَتِهَا. وبرهان ذلك ما يعيشه عراق: «المالكي» مِن إرهابِ الطائفةِ، ودونكم: «بشار» هو الآخرُ إذ يُصَدّقُ ذلك بطاغوتيّةٍ ساديّة ذهب ضحيتَها الشعبُ الأعزل. وبكلٍّ.. فما أحسِبُ أنَّ ثمّة أحداً يِسَعهُ الشكّ في أنَّ: «الطائفيّةَ» لمْ تكنْ -وما كانَ لها أنْ تكونَ- سوى أداةٍ في يدِ الموتِ الأسود الذي يأتي مِنْجلُهُ على حصدِ بياض: «الأمنٍ» واجتِزازِ أخضرِ: «الوطنِ». ومنْ قبلُ.. إنما تأتي يدُ الموتِ الأسودِ (الطائفيّة) على كلِّ معنى للسلامِ قدْ تضمّنه الإسلامُ بوصفه الرسالة الخاتمة. وليسَ ينبغي لأي أُذنٍ سليمةٍ أن تخطئ سَمْعَ المفردةِ: «النشاز» في مجملِ سياقاتِ خطابِ: «نصرالله» وببلاغةٍ متناهيةٍ، شأنُهَا أن تبعث: «الروحَ القاتلةَ» في حسٍّ طائفيٍّ مقيتٍ، وهو ما تتوافرُ عليه -في الغالبِ- خِطاباتُ: «نصرالله» التي يؤول أمرُها إلى قتلٍ وأنهارٍ من دمٍ وخرابِ وطنٍ (وحسبنا لبنان أنموذجاً)! بقي ما يمكن أنْ يقالَ بكلِّ شفافيّةٍ: لئن آلمنا -ديانةً وعقلاً ومنطقاً- الحال التي عليها العراقُ وما يكونُ بين فينةٍ وأخرى على: أرضِ لبنان وها هي: سوريا تأتي على أثرهما، فإنّنا لنربأُ بأبناء الخليجِ بعامةٍ أنْ تؤزهم قوى خارجية ابتغاء أن تتسع بهم دوائر: «الطائفية» فتَطالنَا بكلّ ما فيها من إجرامٍ.. إذ تجعلُ من عمار دِيارنَا دمَاراً، وِمِن أمنِنَا وسلامِنا خوْفاً ورهقاً! جرّاء أدلَجَةٍ كاذبةٍ خاطئة.