حرمت التصاريح العوائل في مكةالمكرمة من حضور مسرحية «زغلول على المحمول»، التي نظمتها أمانة العاصمة المقدسة على مسرح نادي الوحدة في التنعيم، خلال أيام عيد الفطر المبارك، وشهدت حضوراً متوسطاً لم يرتقِ للمأمول. وأرجع صديق واصل، من إدارة الخدمات الاجتماعية في أمانة العاصمة المقدسة، عدم السماح للعوائل بمشاهدة المسرحية التي ضمت النجم المصري أحمد راتب، ونجم الكوميديا محمد نجم، إلى جانب ابنه الفنان الصاعد شريف نجم، والفنان السعودي نبيل باعيسى، إلى عدم وجود تصريح يسمح بدخول العوائل لمسرح نادي الوحدة، مشيراً إلى أن تعليمات الرئاسة العامة لرعاية الشباب تمنع دخول العوائل لمسارح الأندية الرياضية.وحول عدم عرض المسرحية في مسرح آخر، أوضح واصل عدم وجود مسارح مهيأة في مكةالمكرمة لحضور العوائل، متمنياً إيجاد حل لهذه المشكلة، للسماح للعوائل بحضور المسرحيات، تماماً كما يحدث في جدة والدمام والرياض، وكما حصل سابقاً في أبها. وناقشت المسرحية، التي قدمت ثالث ورابع أيام عيد الفطر، نبذ العنصرية، وتوحيد الصف والكلمة، والعمل على رفعة الوطن، وتعزيز الولاء له، ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتدعو في مجملها إلى التفاف الشعب حول قيادته، وترك كل الشعارات التي تسعى للنيل من وحدته، وتشتيت شمله. فيما تبث المسرحية رسائل توجيهية للشباب والأطفال في تقدير الذات، واحترام الجميع، وتعليمهم سلوكيات حسنة ترتقي بهم إلى مستويات أفضل تسمو بهم كشباب وأبناء المملكة العربية السعودية. لكن المتابع للمسرحية لاحظ تفككها بشكل كبير، إذ كانت المَشاهد مقسمة بحيث يؤدي المصريون مشاهدهم وحدهم، في حين يؤدي الفنانون السعوديون مشاهدهم دون وجود ممثلين مصريين، إلا في حالات بسيطة، ما جعل المسرحية ضائعة الهوية ومشتتة، والفكرة فيها غير واضحة المعالم، وتعتمد على الكوميديا والإضحاك أكثر من معالجة الفكرة التي تحملها. ودافع المخرج خالد الحريبي عن مسرحيته التي أخرجها وكتبها شريف نجم بأن قلة فترة الإعداد كانت السبب، خصوصاً أن المسرحيات القصيرة التي يشارك فيها نجوم كبار من مصر لا تحظى بعدد كافٍ من البروفات، واعداً بتقديم عروض أفضل في المسرحيات المقبلة التي ستقدم في مكةالمكرمة، ومؤكداً أن مدينة مكةالمكرمة مقبلة على حركة مسرحية بنهضة وتفاعل أبنائها الفنانين، ما يؤكد أن جميع شباب وفناني مكة لا يقلون مستوى عن بقية فناني المملكة، حيث إن مكةالمكرمة أطهر بقاع العالم، ويجب أن تكون منبع الثقافات، لأنها هي مهبط الوحي ومهد الرسول. وعبّر الفنان أحمد راتب عن سعادته بتقديم مسرحيته في مكةالمكرمة، وقال «أشكر كل القائمين على المسرح، وأخص بالشكر أمانة العاصمة المقدسة على إتاحة الفرصة لأعيِّد بين أهلي وإخواني في المملكة».وأشاد الفنان محمد نجم بالنهضة الفنية والمسرحية التي تشهدها المملكة، وقال «ألمس في كل زيارة أقوم بها للمملكة وجود تطور على مستوى الكم والكيف، وهو ما سيجعل المملكة من الدول المتطورة على المستوى الفني في السنوات المقبلة، بسبب الكوادر الجيدة التي يفرزها المسرح السعودي». وكان مدير عام الإدارة العامة للسلامة والخدمات الاجتماعية في أمانة العاصمة المقدسة، المهندس أحمد منشي، الذي افتتح المسرحية، أكد أن مكةالمكرمة ستشهد خلال الفترة المقبلة نقلة نوعية كبيرة وشاملة في مجالات عدة، وهي ظاهرة للعيان «لكن هناك دوراً ثقافياً واجتماعياً وفنياً حيوياً ومهماً، منوطاً بالأمانة، وهي الآن بتوجيه ومتابعة أمين العاصمة المقدسة المهندس أسامة البار تعمل بشكل دائم ويومي حتى خلال الإجازات على إيجاد بيئة جديدة ومختلفة ذات بعد جمالي في فعالياتها لأبناء وزوار مكةالمكرمة، ويجب أن تكون كذلك لأنها تستقبل كل الأجناس من كل بقاع العالم». تنوع الفعاليات وأكد منشي عزم الأمانة على تلبية جميع الرغبات والتنوع في الفعاليات كل عام، والعمل على مواكبة الحديث من الأعمال الثقافية والفنية والرياضية. وقال: دلالة ذلك أنني شخصياً تحدثت هاتفياً مع عدد من نجوم الفن والدراما والرياضة على مستوى دول الخليج، لكن حال دون استقطابهم ضيق الوقت، وارتفاع تكلفة جلبهم إلى مكة في ظل غياب دعم رجال الأعمال لفعاليات مكة. وأهاب المهندس منشي بجميع أبناء المجتمع التعاون والمؤازرة في كل ما من شأنه إظهار مكةالمكرمة بالصورة المشرفة عالمياً. وفي ختام الحفل، كرم منشي الفنانين المشاركين في العرض المسرحي، والمنظمين، وكرم ضيفين من رواد المسرح السعودي، هما الفنان عمر الجاسر، والفنان حمدان شلبي. يشار إلى أن مكةالمكرمة شهدت خلال عيد الفطر المبارك عرض ثلاث مسرحيات، وهي «زغلول على المحمول»، والمسرحية النسائية «العيد في بيت جدي» على مسرح جمعية أم القرى الخيرية، ومسرحية «فصحى بالعامية» على مسرح الأمانة.