غزة – محمد أبو شرخ بعض الدول العربية لا تريد للنظام السوري أن يسقط حفاظاً على مصالحها. لا يوجد أي معتقل سياسي من حركة فتح في قطاع غزة. لا يمكن أن تتم المصالحة الفلسطينية إذا أريد أن تخدم خيار التفاوض مع الاحتلال. أشاد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور أحمد بحر، بالقرارات التي خرجت بها القمة الإسلامية التي عُقدت مؤخراً في مكة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وبخاصة التأكيد على أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية، وتمسكها بالثوابت الفلسطينية بما فيها عودة اللاجئين، ودعوتها لرفع الحصار عن قطاع غزة. وأشار بحر في حوار خاص مع «الشرق» إلى أن دعم صمود الشعب السوري حتى نيل مطلق وكامل حريته هو واجب كل مسلم في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الأمة. وفي ملف المصالحة الفلسطينية، رأى بحر أنها ستبقى جامدة طالما أن بعض القيادات الفلسطينية تريدها مصالحة خارج إطار دعم خيار المقاومة، وفي ظل استمرار التنسيق الأمني ومطاردة المقاومين في الضفة الغربية. وفيما يلي نص الحوار: * كيف تنظرون إلى قمة مكة لدول منظمة التعاون الإسلامي وما نتج عنها من قرارات؟ - القمة الإسلامية في مكة جاءت بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لتواجه تحديات بالغة الخطورة تمر بها الأمة الإسلامية على أكثر من صعيد، وبخاصة في فلسطين وسوريا وبورما وغيرها من البلدان الإسلامية، ووجهت نداء للقمة بخصوص مدينة القدس والمسجد الأقصى التي تعيش حالة حرب مفتوحة من طرف الاحتلال الذي يسعى لفرض الطابع اليهودي عليها بما يمكّن الاحتلال من إخضاع أهلها بشكل كامل للأجندة الصهيونية، ولاشك أن القمة التي جمعت هذا العدد الكبير من رؤساء الدول الإسلامية في مكةالمكرمة كانت قمة ناجحة، وبخاصة مع تأكيدها على أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية، وتمسكها بالثوابت الفلسطينية بما فيها عودة اللاجئين، ودعوتها لرفع الحصار عن قطاع غزة، لكننا ننتظر أن تتحول هذه القرارات إلى واقع ملموس على الأرض، وبخاصة تقديم دعم مالي ومعنوي لمدينة القدس للحفاظ على هويتها الإسلامية. * ما موقفكم في المجلس التشريعي الفلسطيني مما يحدث الآن في سوريا، وبخاصة مع تزايد الجرائم التي يرتكبها النظام كل يوم بحق المدنيين؟ - موقفنا واضح من الثورة السورية، وهو أننا مع الشعب السوري المظلوم ضد هذا النظام الذي تعامل بشكل أمني مع الشعب، وواجب كل مسلم في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الأمة أن يقف مع أشقائه في سوريا، وموقفنا في المجلس التشريعي الفلسطيني من الثورة السورية ينسجم بشكل كامل مع موقف القمة الإسلامية، ونؤكد أن كل أنواع القمع والقتل لن تمنع الشعب من المضي في طريقه لنيل حريته وإحداث تغير جذري في نظام الحكم، وهذا هو مصير من أراد استخدام القمع بحق شعبه، لكن مع الأسف توجد بعض الأنظمة التي تدعم النظام السوري القمعي، وهي أنظمة قريبة من الوطن العربي، لكنها تريد أن تحافظ على مصالحها على حساب الشعب السوري، وأنا متأكد من انتصار الشعب السوري وسقوط هذا النظام في النهاية. * هناك حديث يدور عن تجميد المصالحة الفلسطينية والانتخابات.. ما تفسيرك لوصول المصالحة لهذه المرحلة الحرجة؟ - المصالحة أمر أساس ومهم بالنسبة لنا كفلسطينيين، لكن ليس على قاعدة المفاوضات بل على قاعدة المقاومة وحمايتها، ويجب أن تكون المصالحة بعيدة عن التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، ما يجري الآن في الضفة الغربية هو تبادل وظيفي بين قوات الأمن في الضفة الغربية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وفي ظل هذه الأجواء طبيعي أن تصل المصالحة لحالة من الجمود، لأننا لن نقبل أن تكون غطاء لمزيد من التعاون مع الاحتلال. * دائماً ما تتهم حركة حماس من قِبل قيادات كبيرة في حركة فتح بوجود تيار داخل حركة حماس لها مصلحة في استمرار الانقسام ويستشهدون بما جرى مؤخراً من إغلاق مقر لجنة الانتخابات المركزية، ما ردك على ذلك؟ - نحن رحبنا بفتح مقر لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة، وكان العمل فيه يتم على ما يرام، لكن الوضع في الضفة الغربية كان مختلفاً، حيث منع أنصار حركة حماس من المشاركة في تحديث سجل الناخبين، ولم نتمكن من الرقابة على العملية هناك، وبدا واضحاً عدم الجدية في تطبيق ما اتفق عليه في الضفة الغربية، لذلك علقنا عمل لجنة الانتخابات في غزة، واتضح لنا ذلك أكثر وأكثر عندما أعلن في الضفة الغربية عن موعد لإجراء الانتخابات المحلية، وهذا مخالف لاتفاق القاهرة والدوحة، لكن البعض هناك مُصر على عدم احترام الاتفاقيات. * هل تشير إلى أشخاص معينين ليس من مصلحتهم إتمام ملف المصالحة الفلسطينية؟ - ليسوا أشخاصاً بل هو توجه من قبل حركة فتح، والدليل على ذلك تصريحات السيد محمود عباس بأنه لا خيار للشعب الفلسطيني إلا المفاوضات ثم المفاوضات ثم المفاوضات، هم يريدون أن نوافق على مفاوضات في مقابل استمرار الدعم الأمريكي والإسرائيلي، وهذا لا نقبله أبداً، وحتى الأجواء الانتخابية في الضفة الغربية لاتزال غير مهيأة لإجراء الانتخابات، ففي كل يوم يتم ملاحقة أو اعتقال كوادر حركة حماس هناك، وهو عكس ما يشهده قطاع غزة، حيث نتحدى الجميع بأن يكون لدينا معتقل سياسي واحد في سجون غزة. * الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحدث في مختلف الوسائل الإعلامية عن وجود توافق مع حركة حماس على تبني خيار المقاومة الشعبية خلال المرحلة المقبلة، كيف تعلق على ذلك؟ - هذا الأمر انتهينا منه منذ مدة والمقاومة الشعبية هي 1% من المقاومة، والمقاومة الشعبية جيدة لكن ليس معني ذلك أن أحارب المقاومة المسلحة، ولا يوجد قانون يمنع الإنسان من تحرير وطنه أو أن يتخلى عن سلاحه. * بالحديث عن الدور الرقابي للمجلس التشريعي الفلسطيني.. إلى أي مدى تمارسون دوركم الرقابي في تصحيح الأخطاء والمشكلات التي تحدث داخل الحكومة الفلسطينية في غزة؟ وإلى أي مدي التغير الوزاري المرتقب سيعتمد على نصائح المجلس التشريعي؟ - المجلس التشريعي الفلسطيني يؤدي دوره الرقابي على أكمل وجه من خلال 11 لجنة مختلفة داخل المجلس التشريعي، ولاشك أن هناك أخطاء موجودة في الحكومة، لكنها ليست نهجاً، والمجلس يستقبل الشكاوى من المواطنين ونراجعها مع الوزارات المعنية، أما بالنسبة للتعديل الوزاري فنحن ننتظر إنجاز الإخوة في الحكومة للتعديل وبعدها يرفع للمجلس للتصويت عليه إما بالقبول أو بالرفض من خلال قناعة المجلس بجدوى التعديل وأهميته. * مؤخراً أفرجت سلطات الاحتلال عن عدد من نواب كتلة التغير والإصلاح، كان في مقدمتهم الإفراج عن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني.. في أي سياق تفسر هذه القرارات؟ - هذا انتصار كبير لإرادة الإنسان الفلسطيني، فهذه الاعتقالات الإدارية هي مخالفة قانونية تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي لكسر الإنسان الذي يحبس دون توجيه أي تهم له، والاحتلال هدف من خلال اعتقال نواب الشعب الفلسطيني لتقويض النظام السياسي الفلسطيني، لكن الجميع كانوا مصرّين على فضح هذه المؤامرة، والنضال حتى خروج آخر نائب معتقل، وبصراحة نحن نكسب كل يوم صديقاً جديداً من أحرار العالم يناصر قضية النواب المختطفين من الاحتلال، ونستقبل باستمرار وفود تضامن دولية وعربية لتأكيد هذا الموقف. * بالانتقال للبُعد الإقليمي وفوز الحركات الإسلامية في مصر وتونس.. إلى أي مدى يشعر الإنسان الفلسطيني بأن هناك مساندة قوية من هذه الثورات؟ - الربيع العربي جاء معبراً لرغبة الشعوب في تونس واليمن وسوريا ومصر وليبيا، التي أفرزت صعوداً للتيار الإسلامي، وهذا ما يجعل فلسطين كانت حاضرة خلال هذه الثورات، وكل من تابع الانتخابات في مصر وتونس سيعلم أن هذا التغير يأتي لصالح القضية الفلسطينية. * الحديث عن أفق الخلافة الراشدة يثير حساسيات خصوصاً في تونس، ومن الممكن أن تقلب الطاولة رأساً على عقب، كيف تعقّب على مثل هذه المواقف؟ - مهاجمة مفهوم الخلافة الإسلامية يأتي دائماً على خلفية اعتبارها دولة دينية، وهو مفهوم خاطئ، فالدول الإسلامية في الأساس هي ذات الدول المدنية التي يطالب بها البعض، والتي تحفظ حقوق كل من يعيشون فيها، وتعاملهم بكل مساواة واحترام، وسوف توضح الأيام المقبلة كيف ستنجح تجربة الإسلاميين في تصحيح هذا التصور الخاطئ. أطفال غزة في عيد الفطر (أ ف ب)