كانت الاستثمارات الرياضية وبالأخص شراء أندية كرة القدم الشهيرة مثل مانشستر سيتي الإنجليزي، وباريس سان جرمان، وفورست وأخرى في البرتغال من مستثمرين عرب في نظر البعض منذ سنوات شيئاً من ضروب المستحيل، وكان العرب وما زالوا يتحدثون عن هؤلاء المستثمرين، وكأنهم من فتحوا الفتوحات وحققوا المعجزات، ولكن في حقيقة الأمر أن الشهرة هي من تقلب الرؤوس، والمال وحده – وخصوصاً في عالمنا – لا يعطيك الشهرة، التي يعطيك إياها منصب رئيس لنادٍ مهما كان صغيراً، فما بالك عندما يكون هذا النادي من الحيتان، والدليل على ذلك أن هذا المستثمر لن يرأس النادي كما نعرف الرئاسة، ولن يدير النادي كما تدار عندنا، فالأندية عندهم مؤسسات وتخصصات وعمليات حسابية معقدة. وعندما تنظر للعائلة الأمريكية التي اشترت مان يونايتد قبل حوالي خمس السنوات، ودفعت ما دفعت فيه، تجده اليوم يتخبط في ديون ضخمة، فليس كما يقال إن الطريق مفروش بالورد، وهم لديهم كل الخبراء الماليين والمفكرين ومديري الأعمال والمطورين ومع كل هذا فالأوضاع غير سارة. كنت أول عربي اشترى نادياً أوروبياً وبالتحديد إنجليزياً، وكان ذلك في عام 1995م وحينها كتبت عني الصحف والوكالات وتناقلت وسائل الإعلام الخبر، وتم تحريفه واستخدامه استخدامات خرجت عن كونها رياضية أو إنسانية، وأصبحت مطارداً من قبل كثير من الناس، وكانت تصلني أكثر من ثمانين رسالة يومياً من كل أنحاء العالم، بها من الطلبات ما يضحك ويبكى، منذ سنة 95-96 م وحتى سنة ونصف كانت متابعتهم لي محل إزعاج لي ولعائلتي، وعانيت صدامات مع المسؤولين الإنجليز بشتى مراكزهم وبعض اللاعبين والمشجعين وغيرهم بسبب لون بشرتي . الجميع سمع عن مشاكل العنصرية في المجال الرياضي في بريطانيا وخصوصاً بين أفراد المنتخب الإنجليزي، فصدقوني إنها موجودة ومتعمقة فيهم جميعاً، ولا أقول هنا إن البيض هم العنصريون فكثير من ملوني البشرة أشد عنصرية، فكان فريق يضم عديدا من الشباب الملون، وكانوا يجدون مشقة في التعامل مع الفرق الأخرى والحكام والمسؤولين، فتصوروا طرد الحكم أحد أفضل لاعبينا بسبب أن الحكم اعتقد أن اللاعب نظر إليه نظرة فيها تحدٍ!!