بطل مسلسل «عُمر» بعينيه التائهتين وقامته غير الواثقة لا يصلح أبداً أن يُمثل دور شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه بهيبته التي عُرفت عنه واتقاد ذهنه وحضوره الطاغي الذي هز المشركين إسلامه، الممثل الشاب « سامر إسماعيل» الذي جسد شخصية الفاروق رضي الله عنه في هذا المسلسل يصلح لتجسيد دور الخليفة الأموي «عمر بن عبدالعزيز» الذي عاش شباباً مليئاً بالترف ثم هداه الله وسطر صورته الناصعة في التاريخ الإسلامي. من أهم أسباب نجاح الأعمال الفنية التاريخية هو اختيار الشخصيات المناسبة فكان نجاح فيلم «الرسالة» بنسخته العربية للمخرج الراحل مصطفى العقاد معتمداً على اختياره لعبدالله غيث لتجسيد دور حمزة رضي الله عنه الذي كان محور الفيلم، عبدالله غيث بتقاطيعه الحادة وصوته الجهوري ساهم كثيراً في إنجاح فيلم «الرسالة» نفس الشيء يُنسب لنجاح النسخة الإنجليزية من نفس الفيلم حينما أسند دور حمزة للمثل الأمريكي الأسطوري «أنتوني كوين». مخرج مسلسل «عُمر» السوري «حاتم علي» خريج المعهد المسرحي بسوريا مخرج وممثل بارع وسبق له إخراج الأعمال التاريخية «صقر قريش» و»ربيع غرناطة» و»ملوك الطوائف» بالإضافة إلى مسلسل «الملك فاروق» وإن كنت أراه أكثر إبداعاً في إخراج الدراما الاجتماعية وأُفضله أكثر حينما يكون ممثلاً. ربما يُعزى سبب أن هذا العمل أصاب الكثيرين بخيبة أمل شديدة لم تجعلهم يحرصون على متابعته هو أن شخصية بطل المسلسل لم تكن مُقنعة. وإذا ما جزم حاتم علي، على إنجاز فيلم تلفزيوني سينمائي عن شخصية «عُمر» رضي الله عنه كما ذكر للشرق بالأمس فأتمنى أن يختار لهذا الفيلم ممثلا آخر أكبر سناً وجهه يشبه تقاطيع وجه الممثل اللبناني الكبير «محمود سعيد» بقوة شخصيته ورجولته وصوته الجهوري وهو الذي مثل دور «خالد بن الوليد» في فيلم الرسالة وأجاده باقتدار.