قدم المخرج السوري "العالمي" مصطفى العقاد فيلم "الرسالة" في العام 1977 وظل يعرض منذ ذلك الحين وحتى انتشار القنوات الفضائية والتي اختارت أن تعرضه بشكل موسمي في كل حج من كل سنة. وبسبب هذا التكرار حفظ المشاهدون سيناريو الفيلم حفظاً تاماً ولعل هذا سبب مللا كثيرا منهم من مسلسل "عمر" الذي يعرض الآن على شاشة MBC ولم يتغير كثيراً عن فيلم "الرسالة". عين المشاهد العربي منذ فترة طويلة ظلت تتلمس مثل هذه الأعمال التاريخية، سيما تلك التي تجسد أدوار الصحابة وقصصهم في صدر الإسلام، مثل قصة بلال بن رباح التي ظهرت في كثير من المسلسلات القديمة، لذا كان المشاهد حريصاً على مشاهدة مسلسل "عُمر" بحثاً عن شيء مختلف يليق بمستوى حاتم علي والطاقم المشترك معه. لكن المسلسل بدا منذ حلقته الأولى، وهو يعتمد على نفس السيناريو وحركة الممثلين الموجود في فيلم "الرسالة". مسلسل "عُمر" والذي ضجّت الدنيا حوله لم يأتِ بجديد يزيد عن الذي جاء في ذلك الفيلم "العظيم"، نفس الصورة والسيناريو، الفرق أن "الرسالة" فيلم انتشر عالمياً وكان نقلة في السينما العربية وتعريفاً بالرسالة المحمدية، و"عُمر" رغم "مطَه" إلا أنه لم يبتعد عن حوار الرسالة وصورته. المخرج حاتم علي قدم مجهوداً استثنائياً في الديكور وبناء المدن والدقة في اللغة، والصورة، لكنه لم يخرج عن خيال وفكرة مصطفى العقاد الذي كون أسطورة الأفلام التاريخية العربية. العديد من المشاهد في مسلسل "عُمر" هي صورة طبق الأصل من فيلم "الرسالة" كتعذيب "بلال بن رباح" وآل ياسر" وموقف هند بنت عتبة في الحرب "نحن بنات طارق نمشي على النمارق"، بل حتى غزوة بدر لم تختلف عن سابقها في أجزاء الفيلم وحتى قبل استشهاد حمزة كان هو من يقود النص في العملين، ولم يبق لعُمر "رضي الله عنه" شيء في ثنايا المسلسل. قوة الإنتاج والضخ الإعلامي لمسلسل "عُمر" يوحي بأن المشاهد سيفاجأ بصورة جديدة تساعده على زيادة المعلومات والإرث الذي حفظه منذ صغره. إلا أن المفاجأة كانت عكس ما توقعه حين عرضه، حيث الصورة المكررة من فيلم الرسالة الذي وبالرغم من أنه صور على نسختين عربية بطولة عبدالله غيث "رحمه الله" في دور حمزة، وكذلك باللغة الإنجليزية بطولة انتوني كوين، إلا أنه لم يكلف حينها إلا مبلغاً محدوداً من المال لا يقارن بما دفع لإنتاج "عُمر".