نظم محبو الراحل الدكتور غازي القصيبي يوم أمس الأول «الأربعاء» لقاء في الرياض حمل عنوان (غازي في عقولنا)، وذلك بمناسبة الذكرى الثانية لوفاته. تحدث فيها ابنه سهيل عن تفاصيل غازي الإنسان، وسط حضور متنوع ما بين أدباء وشعراء وفنانين وإعلاميين، ومحبي الراحل. تطرق خلالها الحضور لمناقب الراحل العملية والأدبية، وسيرته الثرية، ومسيرته العملية والشخصية الحافلة بالكثير من الإنجازات على مختلف المستويات. وانطلقت الأمسية بكلمة لصاحب المبادرة الإعلامي خالد أبوشيبة، قال فيها: «للعام الثاني تحضر هذه المبادرة، وفاء وتقديرا لرجل يستحق كل الوفاء والتقدير، فبعد أن اقتصرت في عامها الأول على توزيع كتب الراحل على المارة في شوارع الرياض، عمدنا في هذه المرة إلى تنظيم أمسية يتحدث فيها نجله سهيل عن جوانب من حياة غازي الأب، ويجيب على أسئلة شباب عرفوا الشاعر من خلال قصائده وكتاباته». وأضاف في حديثه: «لقد رحل غازي شفافا كما عاش، بعد أن وصل قمته راضيا مطمئنا، ومورثا كنوزا من الإلهام لأجيال قادمة»، مؤكدا على أن «طموحا متجددا يهدف إلى تطوير هذه المبادرة لتكون على نطاق أكبر، ونسعى إلى المضي قدما بالأفكار التي يمكن أن تجعل منها مقصدا لمحبي هذا الرجل الاستثناء». وتابع: «حين نتحدث عن غازي والعقول، فإننا نتحدث عن تجديد وتوطيد العهد والعلاقة بينهما، خصوصا الشباب، وذلك من خلال ما تركه من نتاج فكري ثري، ينقل متأمله إلى آفاق واسعة». من جانبه، بدأ سهيل حديثه بسرد بعض من تفاصيل الروتين اليومي الذي كان يمارسه والده في المنزل ومع أبنائه: «كان يعتمد في أموره المنزلية على والدتي حتى في شراء ثيابه، فقد أراحته من عناء البيت وتفاصيله»، وزاد: «وكان حريصا على دراستنا فتظهر العصا حين نخفق وتظهر الهدايا عند التفوق، لكن ما اكتشفته لاحقا أنه حين يضرب أحدنا كان يذهب إلى مكتبه ويبكي»، مبينا أن تعجب البعض من قدرة والدي رحمه الله على القراءة والكتابة بانتظام، وإدارة منشأة حكومية وإمضاء الوقت مع أسرته، عائد بشكل رئيسي إلى انضباطه في إدارة وقته، فقد كان لا يحرص كثيرا على حضور المناسبات الاجتماعية بشكل عام». ولفت سهيل إلى عزم ورثة الراحل على تقديم شيء يليق به، مطالبا محبي غازي بعدم الاستعجال على ذلك، فأبناء غازي متحمسون لذلك مثل الآخرين، موضحا: «نفكر في تأسيس جمعية خيرية باسمه، إلى جانب أفكار أخرى متنوعة، ونحن حريصون على تحقيق شيء من ذلك في وقت قريب، على الرغم من أن والدي كان ضد تخليد ذكراه ولم يحرص عليها». وكشف القصيبي في معرض إجاباته عن وجود صفحات من الشعر لم تنشر لوالده من قبل، ربما تصبح «ديواناً»، إلا أنه متردد في قراءاتها بسبب خوفه من الشعر، مشيرا إلى أنه ليس قريبا من الشعر كما يعتقد البعض. وردا على سؤال حول تراجع الدكتور القصيبي عن تأليف كتاب في تفسير القرآن، قال: تفسير القرآن الذي كان ينوي الراحل تأليفه عبارة عن تفسير يبدأ فيه بترتيب تسلسل السور القرآنية، وحينما علم بوجود كتاب مشابه توقف ولم يكمل. وحول معاناة والده مع التصنيف وردة فعله كونه من أوائل من صنف في المجتمع، أشار إلى أن ذلك «كان يضايقه ويحزنه، لكن إيمانه كان كبيراً». وعما إذا كان لدى أبناء غازي القصيبي الرغبة في تحويل بعض مؤلفاته إلى أعمال تلفزيونية أو سينمائية، قال: «لا نعارض فكرة تحويل النصوص الروائية إلى دراما تلفزيونية، ونرحب بذلك، شريطة أن يتوفر الكاتب المتمكن في السيناريو، وألا يستخدم اسم غازي القصيبي للإساءة، لافتا إلى أن والده كان متحمسا لرؤية «شقة الحرية» تلفزيونياً ، لكنه لم يرض عن العمل بعد عرضه. وأوضح سهيل أن ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى أمر بتسمية مدرسة باسم غازي القصيبي، تنطلق الدراسة فيها مع بداية العام الدراسي المقبل، نافيا وجود أرض خصصت لإقامة متحف للراحل في مملكة البحرين. وقدم سهيل القصيبي في ختام حديثه شكره للقائمين على مبادرة «غازي في عقولنا» ومن حضر وشارك في الأمسية، ليختتم اللقاء بتوزيع عدد من مؤلفات غازي على الحضور.