قال الضَمِير المُتَكَلّم : تعاني شريحة من المجتمع السعودي من الفقر على مختلف مستوياته؛ فهناك أُسَر في ظلّ الغلاء الفاحش في كافة متطلبات الحياة هي من ذوي الدخل المفقود لكون ربّها والقائم عليها عاطِلا برتبة « مُتَسَبَب « ، أو متقاعِدا من قلة معاشه التقاعدي « مَات وهو قَاعِد « ، أو موظفا راتبه يضيع ثلثه أو يزيد في إيجار المسكن ، فماذا يفعل إذا كان في بيته أبناء غارقون في وَحْل البطالة ؟! صور العَوز متعددة والنتيجة طائفة من المجتمع تُقَاسِي الفقر ، والمؤسسات المعنية الحكومية والخيرية رغم محاولاتها عاجزة عن علاجه ومكافحته ؛ بينما هناك حَلّ بسيط وشَرعي لا يُكافِح الفَقر بل يقضي عليه نهائياً !! نعم داء الفقر في السعودية دواؤه ب ( الزّكاة)، فلو دفع جميع الأثرياء والهَوامِير زكاة أموالهم وأراضيهم فلن يكون هناك فقيرٌ واحد في السعودية؛ بل ربما تمّ تصدير الفائض للمحتاجين في الخَارج . ففي ما يخص ( الأراضي البيضاء ) أكد الكاتب المتخصص في صحيفة الاقتصادية ( محمد العمران) يوم الأربعاء الماضي أنه بحسب دراسات الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض عام 1430ه ، تبلغ مساحة النطاق العمراني لمدينة الرياض (2,435 كيلومترا مربعا ) تشكل الأراضي البيضاء منها نسبة ( 77%)، متوسط القيمة السوقية للمتر الواحد منها اليوم ( 1200 ريال ) ليصل مجموع قيمتها أكثر من ( تريليوني ريال)، فإذا أضيف إليها قيمة الأراضي البيضاء خارج النطاق العمراني فإن هذا الرقم ربما يصل إلى محطة ( ستة أو سبعة تريليونات ريال على أقل تقدير ) . وإذا انضم لتلك ( التريليونات ) قيمة الأراضي في بقية مدن المملكة ؛ فإن المجموع كما ( يؤكد العمران ) سيصل إلى رقم فلكي لا يقل عن ( 40 إلى 50 تريليون ريال ) !! وبالتالي فإن افترضنا أن نصف هذه الأراضي فقط يستحق الزكاة الشرعية ؛ فإن مقدار الزكاة الواجبة على هذه الأراضي لن يقل بأي حال من الأحوال عن ( 500 مليار ريال سنوياً ) ! وإذا افترضنا أن نصف المواطنين مستحقون للزكاة، فإن نصيب كل واحد منهم من زكاة الأراضي البيضاء بمن فيهم النساء والأطفال، لن يقل عن ( 45 ألف ريال سنوياً، )؛ ليكون نصيب أسرة مكونة من خمسة أفراد من الزكاة سنوياً (225 ألف ريال ) !! أيضاً في تقرير بثته قبل أيام شركة « ويلث إكس» تضم منطقة الشرق الأوسط (4490 ثرياً ) ، (27,3% منهم سعوديون) وبذلك تربّع أثرياء السعودية على قائمة أثرى أثرياء منطقة الشرق الأوسط خلال العام الحالي 2011م ، حيث يمتلك ( 1225 ثرياً سعودياً ) ثروة قدرها (851 بليون ريال ) أي (227 بليون دولار)!! وبعملية حسابية فإن ( زكاة ) أموال تلك البليونات تقدر ب ( 21275000000 ، واحد وعشرين مليار ريال ومائتين وخمسة وسبعين مليون ريال سعودي) . أخيراً لاشك أن هناك من يدفع الزكاة ؛ ولكن (لَو ) تمّ إعطاء زكاة كُلّ وجميع تلك ( التريليونات والبليونات) ؛ فهل يبقى لدينا فَقيرٌ واحد ؟! ( طبعاً لا ) ، ولكن تذكروا أنّ الأخت ( لَو ) دائماً تفتح عَمَل الشيطان !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . تويتر : @aaljamili [email protected]