بغض النظر عن الحكايات التي تتحدث عن سجادات سحرية، فقد ابتكر مصمم تركي سجادة للصلاة تضيء حين توضع في الاتجاه الصحيح للقبلة وجعلها حقيقة ملموسة. وفي مكتبه بالعاصمة البريطانية لندن، شرح المصمم التركي سونر أوزانش، كيفية عمل سجادة الصلاة التي ابتكرها فقال “فكرة سجادة الصلاة هي تقديم سطح نظيف ومنفصل للصلاة عليه. ولذلك، فإن هذا هو الموجود الآن. وكما أقول فإنهم (المسلمون) في حاجة للصلاة في اتجاه مكة، ويستخدمون بوصلة لتحديد الاتجاه، وابتكاري هو تضمين بوصلة رقمية في سجادة الصلاة، الأمر الذي يضيء سطح السجادة حين يكون الاتجاه صحيحاً”. وتعمل سجادة الصلاة المبتكرة بوضعها على الأرض، وتحريكها حتى تضيء، وحينها يمكن أن تبقى مضيئة، أو تطفئ نورها. وهذه السجادة ثمرة لمشروع سونر أوزانش في التصميم الصناعي. وتعمل السجادة على لوحة دوائر كهربية، ويمكنها تحديد اتجاه القبلة في مكة أياً كان المكان الذي به مستخدمها في العالم. وبالسجادة مكان في أسفلها لاختيار المدينة الموجود بها الأمر الذي يمكنه من إعادة برمجتها لتحديد إتجاه القبلة حيث يولي المسلمون وجوههم للصلاة. وعادة ما تصنع سجادات الصلاة التقليدية من النسيج، لكن سجادة أوزانش مصنوعة من البلاستيك، وقماش يستخدم في بزات الغوص. وقال أوزانش “لها ثلاث طبقات العلوية، وهي من (قماش) البولي إيثيلين تيريفثالات، ثم طبقة الشاشة المطبوعة، والتي نستخدم فيها الفوسفور كحبر، وهو الذي يضيء بالكهرباء، ثم طبقة أخرى عازلة. لذلك، فإن طبقة الفوسفور موضوعة بين طبقتي بلاستيك. ثم يوجد تصفيح من طبقة لينة في الأسفل لتعطي بعض الراحة”. ولا يوجد الآن سوى نسختين فقط من هذه السجادة، إحداهما في متحف الفن الحديث بنيويورك. ويأمل أوزانش أن يتوفر لسجادته إنتاج تجاري جيد مستقبلاً. لكن لكي ينقل اختراعه إلى المرحلة المقبلة فإنه يحتاج لجمع ما يصل إلى مئة ألف دولار أمريكي. ويستخدم أوزانش موقعاً على الإنترنت لجمع التبرعات لجمع رأس المال اللازم، وتمكن حتى الآن من جمع زهاء ثلث المبلغ المطلوب. ويمكن أن تباع سجادة الصلاة هذه بمبلغ 500 دولار أمريكي، لاسيما وأن حملة أوزانش لها تصادفت مع شهر رمضان. وقال أوزانش “لم أقصد تحديد الموعد تماماً ليتزامن مع حلول شهر رمضان، لكن الأمر جاء مصادفة، فكانت فرصة عظيمة أن الناس في أجواء شهر رمضان، ويرون تلك السجادة هدية جيدة للآخرين ولأنفسهم. لذلك أعتقد أن التوقيت طيب”. وقال أوزانش المقيم في بريطانيا إنه لا يسعى للتربح من فكرة دينية، موضحاً أن استخدام هذه السجادة لن يكون مقتصراً على المسلمين فقط. يمكن أيضاً أن تستخدم كعمل فني يعلق على الحائط، أو كضوء ليلي. والموعد النهائي الذي حدده موقع جمع التبرعات على الإنترنت للتبرعات لهذه السجادة هو يوم الثلاثاء (15 أغسطس)، وتعهد الناس حتى الآن بتقديم تبرعات بين عشرة حتى عشرة آلاف دولار. ويقول أوزانش إنه إذا لم يجمع التبرعات اللازمة لمشروعه من حملته عبر الإنترنت، فإنه سيتجه إلى مستثمرين في القطاع الخاص لتسويقه. رويترز | لندن