لا أظن أن أحداً كان يأمل خيراً في عادل إمام من خلال مسلسله الرمضاني “فرقة ناجي عطا الله”على الرغم من الدعاية الجبارة لهذا العمل! فالرجل الذي انحدر بالفن السينمائي والمسرحي في عشرات الأفلام والمسرحيات الأخيرة إلى الدرك الأسفل من “الانحلال” لا يمكن أن يطل علينا فجأة بعمل فني ينال الاحترام. موقع “رام الله نت” رصد حتى الحلقة الخامسة عشرة (أي نصف المسلسل) عشرة أخطاء جوهرية، منها أن مخرج العمل رامي إمام (ابن الزعيم طبعاً) وقع في خطأ وصفه الموقع ب”الفادح” وذلك في أحد مشاهد الحلقة الحادية عشرة حيث فوجئ المتابعون بوجود لافتة بيضاء كبيرة عليها شعار حزب الكتائب اللبنانية، مع أن المشهد مصور على أنه في قطاع غزة! مما أثار سخرية متابعي المسلسل، اللبنانيين خاصة، بالإضافة إلى أن المخرج -بحسب الموقع- لم يبذل جهداً لإخفاء لوحات السيارات اللبنانية الموجودة على طرقات لم يقتنع المشاهدون أساساً بأنها شوارع القطاع المحتل!، كما أن المسلسل أظهر النساء في قطاع غزة بملابس ضيقة ومتبرجات وهو ما يتنافى مع التقاليد الغزاوية، خاصة بعد سيطرة حركة حماس على الحكم فيه!. وغير ذلك من الأخطاء التي حولت الملحق الإداري في السفارة المصرية بتل أبيب ناجي بك عطا الله (بقدرة قادر!) من مجرد موظف إلى قائم بأعمال السفير، ويركب المرسيدس وله سائق خاص! وهو ما لا يكون سوى للسفير فقط! ولكن يبدو أن مخرج العمل أراد أن يجعل من (أبيه) موظفاً فوق العادة! وبعيداً عن هذه الأخطاء الكفيلة بإلقاء المسلسل في أقرب سلة مهملات، تأتي (سماجة) الحوار خاصة عندما يكون أحد طرفيه عادل إمام ليزيد الطين بلة، فيصاب المشاهد بالغثيان، ولكي تكتمل دائرة السقوط، يطل علينا محمد إمام (ابن عادل أيضاً) بنفس حركات وحوارات أبيه المبتذلة والسمجة والانحلالية، وكأن مؤلف المسلسل (العائلي) يوسف معاطي لا يريد من هذا الدور (التفصيل) إلاّ تأكيد المقولة الخائبة: “اللي خلّف مماتش”! ثم لا أدري لماذا يطل علينا عادل إمام دائماً في معظم أفلامه بلا زوجة (فَرَدَاني!)، وكأنه لا يريد إلاّ أن يعيش في جلباب (المراهقين) حتى بعد أن حفرت التجاعيد في وجهه كهوف العَجَز! ثم كيف يقتنع المشاهد بتلك العلاقة بين (الشايب): ناجي عطا الله، وكاميليا التي هي في عمر الابنة؟! ولكن هذا هو عادل إمام: لا بد أن يُفصَّل له الدور على أنه (حبِّيب) لكي يتحفنا بعباراته المبتذلة وحركاته المخجلة! ولا فرق عنده بين فيلم سينمائي يذهب له من أراد، وبين مسلسل تلفزيوني يقتحم بيوت الناس! أعتقد أن هذا المسلسل سيكون نهاية عادل إمام الفنية؛ إذ آن الأوان لكي يتطهر الفن من الإسفاف والابتذال والتهريج السمج، فالفن يبني العقول ويشكل الوعي ويربي الوجدان، ولا أعتقد أن جيل الربيع العربي يسهل اقتياده إلى مستنقعات التسطيح والتهميش حتى لو لُقِّب من يقوده زوراً ب”الزعيم”!