عبر موقعه واسمه الشهير (نعم أتغير)، يعطينا الشيخ سلمان العودة كمتابعين لتحولاته الفكرية- الضوء الأخضر للاستدراك على مايقول ويكتب، لأن الأفكار إذا تغيّرت أصبحت قابلة للأخذ والرد والتجريح والتعديل، وبهذا كفانا مؤونة الرد على المنافحين عنه ،لأنه و(تغيير العودة)..(نعم أنتقد)! كما يؤكد العلامة القرضاوي: «الأساتذة يتسامحون مالايتسامح الأتباع»..المأخذ الذي لا أوارب فيه أبا معاذ أنه أعطى إشارة التغيير بعدما بث مئات وآلاف رسائل الجمود عبر أشرطة الكاسيت والتي كان معظمها يحمل عنوان (الثبات)، وفي محتواها كثير من النصوص المنتقاة للتحذير من رياح التغييرومصادره وآلياته على سبيل المثال حملته على المدرب الإنجليزي الذي جاب أنحاء البلاد لتعليم الناشئة فنون كرة القدم كدعاية لإحدى شركات المرطبات ، كنت يومها يافعا أستمع مع ابن أختي لحديثه وفي ظني أن أبا معاذ آخر حصون المسلمين، مع تكبير ابن أختي على كل جملة يقولها فضيلة الشيخ.. كفى الشيخ علما أن تعد أغلاطه..ومنها فيما أعتقد أنه يبشر بتغييرشكلي في فروع فقهية سبقه إليها كثير من العلماء قديما وحديثا! فمن هو الذي لايزال يجادل حول التصوير كما يريد الشيخ أن يقنعنا بأنها معضلة فقهية يكسر بها الجمود! بل من الذي يجادل في حتمية مابعد التغيير الفقهي ألا وهو الإبداع والتطوير والتجديد الفقهي وتحييد قواعد (البدعة) في أبواب العبادات.. الشاطبي قبلنا بقرون في كتابه (الموافقات في أصول الشريعة) صاغ بفرادة القواعد المرعية للنصوص الدينية ومثله صنع حجة الإسلام الغزالي في المستصفى في أصول الفقه.. جملة القول إن كثرة ورود مفردة التغيير بالتزامن مع ما اصطلح عليه بالربيع العربي، يشي بأنها وافقت شيئا في خاطر الشيخ وأنا لا أستعدي أحدا عليه، ولكنه يأمرنا بفتح باب التغيير ومن ذلك قناعاتنا حول مايطرح..