لا يمكن أن تقدم كما هائلا من المقاطع الكوميدية يومياً، ولمدة 30 يوماً بأنصاف ممثلين وآخرين أكل عليهم الدهر وشرب وبغياب كتاب سيناريو محترفين وإلا اضطررت إلى الإسفاف والتهريج وتقليد من تشاء بالطريقة التي تشاء بلا ضوابط ولا إدراك كما يحدث في واي فاي. برامج مثل واي فاي بلوحاتها المتعددة تصلح أيام الثمانينات حينما كانت تُقدم أسبوعياً على غرار برنامج أوراق ملونة لسلامة الزيد. باستثناء عبدالإله السناني وأسعد الزهراني لا يوجد في واي فاي ممثل يقدر على صنع البسمة في أي مشهد. الكوميديا ثقافة قبل أن تكون تهريجا، والكوميديان المثقف هو الذي يستطيع نزع البسمة من المشاهد بحس فني عال ٍ لا يلتقطه المشاهد العادي. عبدالإله بثقافته وأسعد بموهبته الكوميدية يستطيعان صنع ذلك. داوود حسين وحسين البلام وطارق العلي «كاركترات» احترقت من زمان وهي التي عاشت على الإسفاف الذي حل بالمسرح الكويتي بدءا من منتصف الثمانينيات باستثناء محاولات جادة من خالد النفيسي «يرحمه الله» وسعد الفرج وكوميديا رغم أنفك يتزعمها الكبير عبدالحسين عبدالرضا. إسفاف المسرح يضع ذنب المشاهد بيده فهو الذي «قص» تذكرة من جيبه واختار أن يجلس على مقاعد المسرح ليسمع هذا الهراء الذي يُسمى كوميديا وأحياناً يتبادل الشتائم مع الممثلين. في التليفزيون الإسفاف غير مقبول أمام جمهور عريض متعدد الأطياف والأعمار خصوصاً إذا ما تسيد الموقف ممثل قليل الثقافة مثل حبيب الحبيب وإلا ما معنى تقليد شخصيات توفاها الله كانت لها يوماً مكانتها السياسية ويكفي أن إكرام الميت دفنه، أي مجال للضحك هنا لولا شح المادة الكوميدية المقدمة؟!. كثير من الممثلين الجدد «ثقال دم» باستثناء الحايلي عبدالمحسن الشمري، اكتشافُ واي فاي الذي ينبئ عن موهبة جيدة. الكوميديا ليست «خبط لزق» في فضاء مليء بالمنافسة يهرب منك المشاهد بضغطة زر. «إم بي سي« التي فقدت نهر إعلانات «طاش ما طاش«، في المقابل هرب المعلن من واي فاي لعدم قناعته فيه، عليها أن تعيد النظر في إعادة مياه النهر إلى مجاريها وإقناع الجريحين ناصر وعبدالله بالعودة إلى المسلسل الأغلى إعلانياً «طاش ما طاش« في العام القادم كي تحتفظ «إم بي سي« بريادتها التي أوشكت على فقدانها.