قبلنا على مضض دخول بعض المشايخ وطلبة العلم في حملات الحج وفتاوى الجوال المستعجلة، والإجازات الضمنية للمسلسلات الدينية ومن ضمنها مسلسل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقبلنا دخول بعضهم على خط سوق الأسهم وقروض البنوك ومصالح بعض الشركات على حساب المستهلك البسيط، قبلنا كل هذه الظواهر لأن قاعدة ممنوع الاقتراب وممنوع اللمس تحاصرنا من كل اتجاه. التدين لا يعيب الإنسان بل هو شرف وناموس له في الدنيا وخير وبركة إن شاء الله في الآخرة، ولكن الإفراط في بعض الجرعات الشكلية والدنيوية يجبرنا على إعادة الحسابات وترتيب الأوراق بهدوء وروية فالشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – يقول إن التدين المغشوش قد يكون أنكى بالأمم من الإلحاد الصارخ. يعتفس بعض الوعاظ وبعض المجتهدين أثابهم الله قناعات المتلقي، بل يحقنون الأذن بقصص بعيدة عن الواقع وحكايات لا نعرف هل هي تأليف من خيال مخرج الروائع “هيتشيكوك” أم من بقية طواحين “دون كيشوت دي لامانتشا” لست وحدي من سجل خواطر سالبة ضد بعض من تسلح بسلاح الشكل دون التركيز على المضمون فقد انتقد الشيخ عائض القرني في آخر ظهور فضائي له مع المتألق عبدالله المديفر بكائيات بعض الوعاظ والأئمة أثناء الخطب المنبرية وأثناء الصلاة الجهرية، وقال إن هؤلاء لا يتركون أثراً على المتلقي ولا يقنعون أحداً. ما أكثر المشاهد البكائية والمناحات المبتذلة والشهيق والزفير حتى في آيات تشع بالأمل والسعادة.. من “يفرمل” هذه الظاهرة؟