طالب باحث سعودي ما وصفه ب«وسائل الإعلام التقليدية» بمراجعة كل ما تطرحه حول «السياحة الداخلية»، مؤكداً أن غالبية الجمهور ترى أن الإعلام السياحي في المملكة العربية السعودية يخالف واقع السياحة الفعلي، ويقلل من مصداقية الرسالة الإعلامية السياحية المهمة جداً، فيما مدحت وسائل «الإعلام الجديد» المتمثلة في مواقع التواصل الاجتماعي ك«فيس بوك، تويتر، ويوتيوب» والمدونات وغيرها، وعدّتها أحد أهم الأساليب في التواصل مع الجمهور وإقناعهم بأهمية السياحة الداخلية وترسيخ أهداف السياحة الداخلية لديهم، وأكد الباحث سعيد بن محمد الرمضان، عزوف كثير من السائحين السعوديين والمقيمين عن السياحة الداخلية على الرغم من وجود إعلام سياحي، وجهود ومشروعات إعلامية تقام، وأموال ضخمة تُصرف لتنشيط السياحة الداخلية. إعلام سياحي وذكر الباحث سعيد الرمضان، في دراسة بحثية حصل من خلالها على درجة الماجستير من الأكاديمية العربية في الدنمارك، حول: «تأثير الإعلام السياحي على السياحة الداخلية»، أنه على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة والقطاع الخاص لتطوير وسائل الإعلام التقليدية وإشراكها في مهمة تسويق السياحة الداخلية وتحسين صورتها في أذهان الجمهور وجعل السياحة الداخلية وجهة قوية ومعتبرة، إلا أن السواد الأعظم من المواطنين حتى الآن يفضل السياحة الخارجية، لذا كان لهذا البحث أهمية خاصة في بحث وتقييم الإعلام السياحي، ومدى تأثيره في صناعة السياحة الداخلية في المملكة العربية السعودية. الحاجة للمصداقية وأشار الرمضان إلى أن الدراسة خلصت -بعد تحليل النتائج- إلى أن الإعلام السياحي في المملكة العربية السعودية قدم نتائج جيدة خلال السنوات القليلة الماضية، لكن الإعلام السياحي الذي تقدمه وسائل الإعلام التقليدية يحتاج إلى تطوير في كثير من الأوجه، حيث بينت الدراسة أن غالبية الجمهور ترى أن الإعلام السياحي في المملكة العربية السعودية يخالف واقع السياحة وتنقصه المصداقية، وهذا يستلزم أن تتم مراجعة لكل ما يُطرح فيه، والبُعد عن المبالغة في أي جزئية، لأن من شأن ذلك أن يقلل من مصداقية الرسالة الإعلامية المهمة جداً التي يحملها. نوافذ مفتوحة كما أكد الباحث أهمية الاعتماد على وسائل الإعلام الجديد، باعتبار أنها تعدّ في الوقت الراهن ذات مصداقية أكثر وتحظى بمتابعة واهتمام الجمهور بشكل أكبر من كثير من وسائل الإعلام التقليدية، وقد باتت اليوم أحد أهم الأساليب للتواصل مع الجمهور وجذبهم وإقناعهم وترسيخ أهداف السياحة لديهم، وبيّن أنه من المنطقي أن يتم الاهتمام بها بل ويتم إعطاؤها الأولوية في الخطط والدراسات الجديدة، واعتبار وسائل الإعلام الجديد نوافذ مفتوحة دائماً مع الجمهور، لتقديم الجديد والأخذ بآرائهم وحل بعض مشكلاتهم. تثقيف السكان المحليين وشدد الرمضان على ضرورة نشر الثقافة السياحية المرتكزة على المنهج العلمي والدراسات الدقيقة لأوضاع السياحة الداخلية واحتياجاتها الفعلية، وجعلها جزءاً لا يتجزأ من الثقافة العامة سواء للعاملين في المضمار السياحي أو المواطنين العاديين، وجعل السكان المحليين في المناطق السياحية جزءاً لا يتجزأ من برامج الإعلام السياحي، معللاً ذلك بأن الدراسات الميدانية أثبتت تأثيرهم الكبير في انطباع السائحين، وبالتالي في نجاح البرامج السياحية بشكل عام، لذلك يجب الاهتمام بالسكان المحليين القاطنين في المناطق السياحية، وإدخالهم في دورات وورش تثقيفية، وخصوصاً ملاك مواقع الإيواء السياحي كالفنادق والشقق المفروشة والعاملين معهم. تطوير المحتوى وبيّن أن جميع الوسائل الإعلامية المستخدمة في الإعلام السياحي في المملكة العربية السعودية تحتاج إلى تطوير في المحتوى وليس في التصميم، وأن يكون محتواها يقدم رسالة حقيقية عن السياحة الداخلية، وأن يكون جاذباً، ووضع ميزانيات مدروسة لأي إعلام يقدم للسياحة الداخلية يعدّ أمراً مهماً جداً. وأشار إلى أن الدراسة الميدانية أظهرت أن هناك كثيراً من الصرف في وسائل إعلامية قد لا تكون ذات اهتمام لغالبية الجمهور، والاهتمام بالتنويع وموازنة ما يتم نشره بالاحتياج الفعلي المبني على دراسات. السياحة الدينية وتطرق الرمضان إلى أهم مقترحات الدراسة التي من أبرزها إعداد بحوث ورسالات ماجستير في تأثير الإعلام الجديد وأدواته المعروفة، وهي مواقع التواصل الاجتماعي مثل Twitter وfacebook وYouTube والمدونات على السياحة الداخلية، وبحث سبل استثمارها لتعزيز السياحة الداخلية، وإعداد بحوث ودراسات علمية سواء رسائل ماجستير أو دكتوراة في كيفية استثمار السياحة الدينية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة التي توجد لها مواسم سنوية مثل الحج والعمرة والعشر الأواخر من شهر رمضان للتعريف بمقومات السياحة الداخلية في المملكة. أبرز التوصيات خلصت الدراسة التي أعدّها الباحث الرمضان إلى التوصية بإعداد مزيد من الدراسات والأبحاث عن كيفية تطوير وسائل الإعلام التقليدية، لنشر ثقافة السياحة الداخلية، وتحقيق أهدافها وتحسين صورتها، إضافة لأهمية استغلال وسائل الإعلام الجديد وإشراكها في الترويج للسياحة الداخلية. كما أوصت الدراسة بوجوب إشراك المهتمين والعاملين في القطاع السياحي من مستثمرين وملاك مرافق وعمال، وكذلك السكان المحليين في المناطق السياحية، في البرامج الإعلامية والتثقيفية السياحية، وإدخالهم في دورات وبرامج لتطوير مهاراتهم وتنمية ثقافتهم السياحية والإعلامية. وأخيراً، أوصت الدراسة بأهمية استغلال المواقع الدينية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة في السياحة الداخلية وإدخالها ضمن البرامج السياحية والترويجية. قصر المصمك في الرياض مدائن صالح في تبوك