مر على إنشاء مرور أحد المسارحة عام كامل، كنا نمني النفس بأن نجد لهذه الإدارة أثرا ملموسا، لا أن يكون الهم الوحيد لهم جمع المخالفات وإثقال كاهل الناس، وإن كان هذا جزءا من عملهم فإننا لا نعترض أبدا، ولكن أن يختزل كل دورهم في تحرير مخالفة فذاك هو المؤسف والمخزي والمبكي. في الأيام الأولى في عمر هذه الإدارة كنا نقف على مقربة أيام قلائل من حلول شهر رمضان المبارك من العام الماضي، وكان الرهان حركة السير في شوارع المدينة خلال أيام الشهر المبارك، بدأوا بتنظيم لم يدم طويلا؛ إذ أنهكهم التعب على ما يبدو، وبعد بضع أيام رجعوا أدراجهم، وانتهت المهمة قبل أن تكتمل! وبقي الناس يسيرون حركتهم بأنفسهم بلا مرور، اليوم وبعد تمام السنة وكنا نستعد لتحري هلال شهر رمضان يفاجئنا مرور الأحد بعمل مضحك مبكي مع الأسف الشديد. إذ جاؤوا بكتل وصبات وحواجز خرسانية، أغلقوا بعض الشوارع وصنعوا مسارات إجبارية واستهلكوا الكثير من مساحات الشوارع لتكون أسرة لتلك الصبات والحواجز الخرسانية، قسموا شارعا ما كان ينبغي أن ينقسم وعلى مد البصر تقف الحواجز شاهدة على المأساة. حين يتحول التنظيم إلى فوضى وإرباك والتخطيط إلى تخبيط وتخبيص فهذه مأساة ما بعدها مأساة. يا مرور الأحد لا حاجة لتلك الخرسانات بتلك الكمية الوافرة يبدو أنكم أخذتم من حاتم الطائي كرمه فأكرمتم المدينة وهي لا تحتاج كل هذا الكرم! الأحد ليس مدينة كبيرة.. كلها شارعين أتردد ويتردد غيري أن يطلق عليها لفظ شارع.. شوارع مرقعة ترقيعا وتتجاور الحفر في كل ناحية منها، والسيارات ليست بذلك العدد المهول لكن سوء الشارع الذي زاده سوء تنظيم المرور أدى إلى كارثة وفوضى وغضب .. يا مرور الأحد كلها سيارتين و«مسويين فيه زحمة» . الحل أن تلحق مدينة الأحد بجاراتها وباقي المحافظات في أن تحدد الشوارع الرئيسية والفرعية بداخل المدينة لتكون باتجاه واحد، مسارات دخول مستقلة تماما عن مسارات الخروج ويتم وضع لوحات مرورية واضحة تحدد اتجاه السير في الشارع على أن يتم وضعها في المكان الصحيح وأكرر يتم وضعها في المكان الصحيح! لا أن تقسموا شارعا لشارعين بحواجز خرسانية على امتداد البصر ( هذه مبالغة لكنها أقرب للحقيقة ) .. المشكلة أن من دفع ثمن تلك الفوضى هم قائدوا المركبات الذين وقعوا ضحية لتخبطات مرور الأحد الذي نزل عليهم بمخالفات بالجملة خاصة معاكسة سير ووقوف ممنوع على الرغم من عدم وجود لوحة مرورية واحدة لتكون حجة للمرور يعني مرور الأحد «شغال سكتم بكتم ..» كان يجب على المرور التنسيق مع البلدية لإصلاح الشوارع الداخلية للمدينة قبل هذا العمل فهل تسمي بلدية ومرور الأحد شارع الخياطين شارعا مثلا وهذا على سبيل المثال لا الحصر منذ أن عرفت هذا الشارع قبل عشرات السنين وهو على حاله ويزداد سوءا يوما بعد آخر؟، الشارع بحاجة لخياطة عاجلة جدا والبلدية مشغولة بهدم ما يسمونه تعديات قبل التحقق.. ويا عيني على الأحد وكل إدارات الأحد.. سعادة محافظ الأحد أين أنت مما يحدث ؟! أين أنت ؟! أيضا وبالقرب من مدخل مدينة الأحد الشمالي وأمام أحد أهم وأشهر المطاعم والمقاهي بالمنطقة أغلق المرور الالتفاف الدوراني (اليوتيرن) ويتناقل العامة أخبارا مفادها أن فسادا كان وراء ذلك الالتفاف ولذا جرى إغلاقه.. فهل رأى مرور الأحد ذاك الالتفاف المنفذ وفقا لمقاييس السلامة أكثر من غيره، صحيح أن قربه من المطعم يتسبب في حوادث قاتلة خاصة لأولئك الذين يغادرون المطعم باتجاه المدينة لكن ألم يرى المرور تلك الالتفافات الدورانية ( اليوتيرن ) التي ابتدعها أشخاص وليس جهات حكومية وهي لا تقع بعيدا عن الالتفاف الذي جرى إغلاقه.. التفافات صنعت الكثير من الحوادث مداها يقع بين مدخل الأحد الشمالي و(اليوتيرن) الذي جرى إغلاقه وهي بالتحديد اثنان أحدها أمام مطعم ومقهى مجاور للمطعم المشار إليه في بداية المقال والآخر أمام محطة محروقات.. ننتظر إغلاقها يا مرور الأحد. وختاما مني نيابة عن سكان المحافظة وقاصدوها إلى أمير منطقة جازان للنظر في الأمر والتوجيه بما يلزم والدعوة مفتوحة لتشمل مدير مرور جازان ومدير شرطة جازان ودعوة خاصة جدا لمدير عام إدارة المرور بوزارة الداخلية اللواء عبد الرحمن المقبل لزيارة المدينة ليكون شاهدا على فوضى صنعها رجاله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله .