كبار الخطاطين في السعودية ومصر يقولون إن الخط العربي انتقل من بلاد العربية إلى تركيا حتى بعد استبدال الحروف العربية باللاتينية مثل حمد الله الأماسي والقرة حصاري ومصطفى راقم، والباحثون في المناهج لدينا يرون أن خطوط الطلاب تدنى مستواها عن عقدين سابقين وأن خطوطهم في أيامنا الحالية لاتكاد تقرأ وهي أشبه ماتكون بخرابيش الدجاج، وهذا بالطبع في الصورة الغالبة وإلا فإن من الطلاب من تستمتع بخطوطهم وأنت تشاهدها أو تقرأها، وتذكرت كلام أستاذنا الخطاط جلال أمين صالح وهو يردد ” الخط فن جميل وهواية ممتعة وتسلية مفيدة تتجلى فيها البراعة والذوق السليم والخط مرآة لصاحبه” وحاولت أن أطبق كلامه هذا على الجيل الحالي من الطلاب فأجد أن كلا منهما في واد بعيد عن الآخر ولم يعد هواية ممتعة للشباب أو تسلية مفيدة للصغار ولم تعد في خطوط الطلاب براعة أو ذوق، فإذا أردنا أن نعتبرها مرآة لهم نتذكر على الفور وجوه الفنانات قبل التجميل والماكياج، ثم أتخيل جيل الأطفال الحالي وهم يلمسون الأجهزة اللوحية بأصابعهم ببراعة من آيفون وآيباد وجالاكسي وبقية أفراد القبيلة حيث لا يمارس الأطفال أي تجربة كتابية باليد وإنما هي حروف جاهزة يلمسها فتتشكل كلمات وتجتمع الكلمات في عبارات يعرفها صورة ولا يرسمها بخط يده، كيف تكون حال خطوط طلابنا بعد عشر سنوات؟ وكيف تكون خطوط السواد الأعظم من موظفينا ومعلمينا وإداريينا بعد عشرين سنة؟ لن أحاول أن أرسم صورة لواقع الخط في العقود المقبلة فإنها بالتأكيد لن تكون صورة مشرقة، ومثلما كان عثمان طه خطاط المصحف الشريف يتحدث بحرقة متخوفا على الخط العربي من الكمبيوتر أخشى أن يأتي اليوم الذي نترحم فيه على خطوط كتابة اليد العادية كما نترحم الآن على خطوط ياقوت المستعصمي والأمدي وحليم ونظيف ومحمد بن طاهر الكردي.