يحكى أن قردا صادق غيلما، والغيلم هو ذكر السلحفاة، والقرد حيوان نشط يتسلق الشجر ويأتي بالثمر بينما الغيلم حيوان خامل يجلس على النهر ولا يتحرك. غارت زوجة الغيلم السلحفاة من القرد وذهبت إلى عجوز السلاحف واشتكت كسل زوجها فطلبت منها العجوز أن تتمارض وتتظاهر باقتراب الموت أمام زوجها وتخبره بأنه المسؤول عن تربية الأبناء بعد وفاتها وأن العلاج الوحيد الذي قد يشفيها ويعيد إليها العافية هو قلب قرد وفعلا نفذت السلحفاة اقتراح العجوز. ولكن الغيلم أصر أن ينقذ حياة زوجته ويحضر لها قلب قرد فذهب إلى صديقه القرد وقال له هل تصاحبني في رحلة إلى جزيرة اشتهرت بجمالها وغناها ؟ وافق القرد وعندما أصبحا في وسط البحر قال الغيلم للقرد سوف أعترف لك بسر فزوجتي تحتضر وعلاجها الوحيد هو قلب قرد لذا جئت بك إلى هنا لأنزع منك قلبك. شعر القرد بأنه في مأزق فهو لا يجيد السباحة. رد القرد يا صاحبي لم تطلب شيئا ولكن زوجتي أخذت قلبي فنحن القرود لا نخرج للأماكن البعيدة بقلوبنا بل نتركها مع زوجاتنا أعدني إلى البيت وأعطيك قلبي فزوجتك أختي وصحتها تهمني فأعاده الغيلم إلى البيت فتسلق القرد الشجرة والتقط ثمرة كبيرة وضرب الغيلم ثم قال له يا أحمق ظفرت بحاجتك وفرطت بها كانت الفرصة أمامك وأضعتها.. تمر بنا في حياتنا فرص كبيرة وكثيرة وننحرها إما بجهل من أنفسنا فلا يبلغ الأعداء من جاهل.. ما يبلغ الجاهل من نفسه فالجاهل يكفي عدوه مؤونة عناء التخطيط، وإما بغدر واحتيال كما فعل القرد بالغيلم.