لم تعد الحلوى متعة ولم يعد الفلم الكرتوني غاية ولم يعد العيد فرحة! حتى شاب الصغار وكهل الشباب، فمن أشغل نفسه «بالسياسة» لن ينعم بالراحة، ومن حشر أنفه «بالوصاية والتدين» لن تجلب له الولاء بالنفاق، ومن انغمس «بالاقتصاد» لن يشعر بالرفاهية، ومن صاحب «التكنولوجيا» لن ينتشي بالسعادة .. ومن شغل نفسه «بالناس» لن يتذوق حلو الحياة. واحلم لتتعلم، فالمدينة مكتظة والشوارع مزدحمة والنفوس ضيقة والخدمات الحمدلله على كل حال.. وصف أحدهم هذا الزمان بدقة شديدة عندما قال (كل شي رائع جداً ولا أحد سعيد) ولك أن تسترق النظر من خلال النوافذ والشبابيك في البيوت السعودية المتشابهة من الخارج والداخل.. في كل عائلة يملك الطفل آي بود والابن آي باد ويعج البيت العامر الدامر بالبلايستيشن والبلاكبيري والأكس بوكس والآي فون والجالكسي والكل يتذمر ويتململ! ماعدا الأب الذي ربما لا يملك سوى مذياع بجانبه وتجده غارقا بديون كل تلك الأجهزة التكنولوجية ولم يشتك الضجر.. البيوت أصبحت تعيسة، كلما امتلأت بالتقنية امتلأت بالبؤس، أسلوب الحياة العصري ممل وسعادته كالموسيقى (وقتية).. شارف الحب على الاختناق وجفّت الإنسانية، وبدأت المجتمعات تفقد سماتها بطبيعة الإنسان الاجتماعية، وراح الطيبون.. الزبدة: المُشكلة في توفر كل شيء.. «كل شيء» هذه تبعث على التعاسة!