قالت مصادر ل«الشرق» في منطقتي الرمثا والمفرق إنها رصدت خلال الفترة الماضية حركة عودة نشطة للاجئين سوريين من مناطق لجوئهم في الأردن إلى سوريا. وقالت المصادر إن أكثر العائدين هم من الجنود المنشقين ومن المقاتلين في الجيش الحر الذين لجأوا سابقاً إلى الأردن. وأضافت مصادر «الشرق» أن عمليات العودة تتم بإشراف السلطات الأردنية المختصة، حيث يتم نقلهم في حافلات إلى نقاط آمنة بعد التأكد من عدم وجود دوريات سورية على الناحية الأخرى، ثم يتم وضعهم في المنطقة الحرام، في عملية بات يتعارف عليها بمصطلح (القذف). ومن هناك يتولى السوريون تدبير أمورهم إلى داخل سوريا. وأكدت المصادر أن السلطات الأردنية تتشدد في عدم اصطحاب العائدين أي معدات يمكن استخدامها كأداة قتالية. كما تشترط السلطات الأردنية أن يوقع العائد ورقة تخلي مسؤولية الجانب الأردني من ناحية، وتعلن أن العائد مارس ذلك بإرادته ودون ضغوط. وتتم معظم عمليات الإعادة في منطقة المفرق كونها منطقة مكشوفة وممتدة. وتستطيع «الشرق» أن تؤكد أنه يوجد تنسيق ضمني ميداني غير مباشر بين السلطات الأردنية المختصة من ناحية، وعناصر الجيش الحر الذين يتولون تأمين معابر التهريب بين سوريا والأردن من ناحية أخرى. وتأتي الحاجة إلى ذلك التنسيق ليتمكن الجانب الأردني من تأمين سيارات الإسعاف ووسائل النقل للتعامل مع الدفعات الكبيرة التي تدخل الأردن من ناحية، وللاطمئنان على سلامة المغادرين من ناحية ثانية. وقالت مصادر «الشرق» إن بعض عمليات (القذف) يتم إلغاؤها بسبب اكتشاف كمين في اللحظات الأخيرة. وفي الأيام الأخيرة نجت حافلة كاملة من العائدين السوريين من كمين نصبه لهم الجيش النظامي، حيث تبين لاحقاً أن بعض الجنود المنشقين زُرعوا من قِبل الأجهزة الأمنية السورية للتجسس على اللاجئين، وخصوصاً العسكريين المنشقين، لاكتشاف عمليات العودة والتبليغ عنها. ويأتي عدد من المقاتلين من الجيش الحر، وخصوصاً من منطقتي حمص ودرعا، إلى الأردن لتأمين عائلاتهم في المفرق والرمثا، ثم يعودون لاستئناف القتال. أما الجنود المنشقون فإن عدداً منهم يؤثر العودة إلى سوريا رغم المخاطر التي قد يتعرض لها، وذلك بسبب قضاء فترات طويلة في معسكر مغلق مخصص للجنود المنشقين إلى الأردن، حيث يعانون من تقييدات كبيرة عليهم. يشار إلى أن حركة العودة هذه تأتي في الوقت الذي لجأت فيه أعداد غير مسبوقة من اللاجئين السوريين إلى الأردن مؤخراً، حيث قدرت أعداد الذين لجأوا إلى الأردن خلال الأيام القليلة الماضية بأكثر من أربعة آلاف لاجئ، معظمهم من النساء والأطفال. وتشهد الحدود استنفاراً في الجيش الأردني لاستقبال اللاجئين وتأمين المصابين منهم إلى المستشفيات القريبة.