قدَّر مصدرٌ أردني مطلع ل «الشرق» عدد العسكريين السوريين المنشقين عن نظام بشار الأسد والموجودين في الأردن ب 800 يتركز أكثر من 600 منهم في معسكر جنوب مدينة المفرق، فيما يوجد الباقون في معسكرات أخرى في السلط والزرقاء. وكانت الدفعات الأولى من العسكريين السوريين المنشقين تم تجميعها في معسكرات للشباب قرب مدينة السلط (غرب عمان). من جانبه، قال الناطق باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة، إن هؤلاء حتى إن كانت خلفيتهم عسكرية إلا أنهم في العادة يعبرون الحدود بملابس مدنية مع مئات اللاجئين الآخرين، حيث لا يمكن تمييزهم إلا في وقت لاحق، وفضل المعايطة، في حديثه مع «الشرق»، عدم الكشف عن رقم رسمي لأعدادهم. إلى ذلك، كشف جنودٌ سوريون منشقون، التقتهم «الشرق» في مدينة المفرق قرب الحدود السورية، أن الجيش الأردني يشرف على معسكرهم الواقع إلى الجنوب من المفرق ويمنع خروجهم إلا بضوابط محددة كما يحدد الزيارات لهم وعند السماح بالزيارات فإنها تتم في مكان مخصص دون السماح للزوار بدخول المعسكر نفسه. ويتشدد الجيش الأردني في إجراءاته الأمنية وفي السماح بالدخول والخروج من هذه المعسكرات تحسباً لأية محاولات للاعتداء عليها، ولا يتلقى المنشقون الكثير من الزيارات من الشخصيات السورية، إلا أن عدداً من رجال الدين زاروهم فيما لم يزرهم أعضاء المجلس الوطني السوري. وعن الأوضاع داخل المعسكر، قال جنود سوريون منشقون ل «الشرق» إن السلطات الأردنية توفر لهم طعاماً مناسباً، فيما يسكنون في غرف بنظام الثكنات، حيث توجد عدة أسرَّة في نفس الغرفة، لكن أولئك الجنود يشكون عدم قدرتهم على شراء احتياجاتهم غير الغذائية كالتبغ والأشياء الأخرى، كما يشكون قلة تواصلهم مع عائلاتهم التي لجأت معهم إلى الأردن وتعيش حالياً في مدينة المفرق. إضافةً إلى ذلك يروي الجنود أن معاملة الضباط تختلف عن معاملتهم من حيث الطعام والغرف، ومن حيث المخصصات المالية التي يتم توزيعها بين الحين والآخر والتي تأتي من تبرعات مجهولة المصدر بالنسبة لهم. وبيَّن المنشقون ل «الشرق» أن المعسكر يحتوي أيضاً عملاء للنظام السوري يبدو أن انشقاقهم كان ظاهرياً بغرض دخول الأردن والتجسس على باقي المنشقين، ولكنهم غير قادرين على تمييز أولئك الجواسيس. إلى ذلك، قال بعض من التقتهم «الشرق» إن أعداداً من زملائهم المنشقين آثروا في وقتٍ لاحق العودة إلى سوريا، وذلك بعد توقيع تعهد لدى السلطات الأردنية بإخلاء مسؤوليتها تجاههم، ويؤكد عدد كبير من الجنود أنهم لم يأتوا إلى الأردن مباشرة وإنما شاركوا في عمليات للجيش الحر قبل لجوئهم.