أكدت مصادر عسكرية سودانية رصدها 21 سيارة عسكرية أمريكية محملة بالعتاد وصلت إلى دولة جنوب السودان من ميناء ممباسا الكيني، وجرى نقلها في مجموعات باتجاه مدينة نمولي الحدودية لتستقر داخل جنوب السودان الوليدة، لتشكل حسب المصادر الدفعة الأولى لدعم جيش جنوب السودان من جهة، والتأسيس لقاعدة أمريكية (قيد الإنشاء) لاحتضان قوات الأفريكوم (القيادة الاستراتيجية الأمريكية في أفريقيا) من جهة أخرى. ونفى المتحدث الرسمي باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان «جيش دولة الجنوب» العقيد فليب أجوير في حديثه ل «الشرق» أي وجود لقوات أمريكية في دولة الجنوب، وقال «لا توجد أي قوات عسكرية أمريكية في جوبا». مشيراً إلى أن الخرطوم هي مَنْ يستضيف قوات دولية، حيث استضافت الخرطوم قوات «الناتو» وكانت طائرات الحلف التي توجه ضربات إلى ليبيا تمر عبر الأجواء السودانية، مضيفاً أن «السودان أقرب لأمريكا من دولة جنوب السودان»، وشدد على أنه لو كانت هناك اتفاقيات بين واشنطنوجوبا لكانت الخرطوم أول مَنْ علم بها. من جانبه، قال المحلل العسكري والاستراتيجي اللواء الدكتور عبدالرحمن أرباب ل «الشرق» إنه من المعروف أن هناك نية من واشنطن لمساعدة جنوب السودان عسكرياً واقتصادياً، وهو ما يظهر جلياً في الوجود العسكري المكثف لواشنطن داخل دولة الجنوب من خلال شركة «بلاك ووتر»، التي تقوم بإعادة هيكلة وتدريب وتجهيز البنية التحتية لقوات الجنوب. وأضاف أرباب «هناك رغبة من الدولة الوليدة في الجنوب في تجهيز قواتها المسلحة بصورة تمكنها من حفظ الأمن والسلام والقضاء على الحركات المسلحة المتمردة، وتأمين حدودها خاصة مع السودان، ومن المعروف للجميع أن القضايا المعلقة من اتفاق السلام ربما تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار، بجانب رغبة أمريكا وإسرائيل في إضعاف واستنزاف قوة السودان الشمالي الاقتصادية والعسكرية». وتابع «هناك حاجة في جنوب السودان ورغبة في مزيد من تدفق العتاد والسلاح الحربي من كل الجهات، سواء كانت من أمريكا أو إسرائيل، وهذا أمر طبيعي، والأسلحة التي وصلت مؤخراً لن تكون نهاية المطاف، فلابد لجنوب السودان من موازنة القوة العسكرية مع السودان باعتباره العدو المحتمل والمجاور».