حذر نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور حسن خريشة من كارثة بيئية في حال استمرار عمل المصانع الإسرائيلية المقامة على الجهة الغربية من مدينة طولكرم. وقال خريشة إن الاحتلال الإسرائيلي نقل ثلاثة مصانع خطيرة بين عدة مصانع أخرى إلى الأراضي المحاذية لمدينة طولكرم، التي تعود إلى سكان المدينة، بعد أن وضع الاحتلال يده على هذه الأراضي وضمها إلى الأراضي المحتلة عام 1948. وأضاف خريشة أن الفلسطينيين رفعوا الكثير من الدعاوى ضد الحكومة الإسرائيلية لإرغامها على إغلاق هذه المصانع، أو نقلها بعيداً عن مدينة طولكرم، إلا أن جميع هذه الدعاوى رفضت من المحاكم الإسرائيلية، التي منحت هذه المصانع حرية العمل في المنطقة. وقال إن المصانع تم نقلها من داخل إسرائيل، بعد احتجاجات إسرائيلية على وجودها هناك، وبعد أن صدر قرار قضائي بمنح هذه المصانع حرية العمل على أراضي طولكرم في الضفة الغربيةالمحتلة. وجاءت أقوال خريشة ل «الشرق» بعد اعتقال ثمانية فلسطينيين على خلفية اشتعال حريق هائل في مصنع للبلاستيك في المجمع الصناعي المحاذي للمدينة، الذي أدى إلى إغراق مدينة طولكرم والقرى المجاورة في غيمة من الدخان الأسود. وقال خريشة إن قرار المحكمة الذي منح المصانع الإسرائيلية الإذن بالعمل كان مشروطاً باتجاه دخان هذه المصانع إلى الشرق، بمعنى توجيه الدخان نحو طولكرم والمناطق المحاذية لها. وبحسب مصادر عبرية، فإن اعتقال الشبان الثمانية جاء على خلفية الاشتباه بهم في إلقاء زجاجات حارقة على مصنع تدوير البلاستيك المقام في المنطقة الصناعية داخل حدود محافظة طولكرم، مما أدى إلى اشتعال النيران في هذا المصنع، وأحدث خسائر كبيرة قبل أن يتمكن الدفاع المدني الإسرائيلي والفلسطيني من إخماده. يأتي إلقاء الزجاجات الحارقة على المصنع الإسرائيلي في ظل ازدياد الأضرار الصحية والبيئية التي يعانيها سكان طولكرم، وانتقاماً من رفض المحاكم الإسرائيلية لجميع الالتماسات والقضايا التي رفعها الفلسطينيون أمام محكمة العدل العليا الإسرائيلية لوقف عملها أو نقلها إلى داخل إسرائيل. وتضم المنطقة الصناعية الإسرائيلية غرب طولكرم مجموعة من المصانع الكيماوية الخطيرة، أخطرها مصنع «غاشوري» للمبيدات الكيماوية، وجميعها مقامة على أراضي الوقف الإسلامي، وتم نقلها من إسرائيل إلى الضفة الغربية لخطورتها. واستعرض خريشة في معرض حديثه ل «الشرق» الأضرار الصحية الناتجة عن وجود المصانع، منها انتشار مرض الربو بين الأطفال بات الأعلى في المنطقة، وانتشار مرض السرطان بين الشباب، حيث لا يفصل هذه المصانع عن جامعة خضوري غير جدار أقامته إسرائيل. وأشار إلى أن الاحتلال حول المنطقة القريبة من بلدة «عزون» في طولكرم إلى مكب للنفايات الكيماوية وغيرها، مما جعل المنطقة بيئة خصبة لمرض السرطان. وكانت سلطة جودة البيئة الفلسطينية حذرت من خطورة ما يجري في طولكرم، في ظل استمرار عمل المنطقة الصناعية الإسرائيلية. وأوضح الدكتور يوسف أبو صفية رئيس سلطة جودة البيئة في «بيان صحفي» أمس، أن استمرار العمل في هذه المنطقة مخالف لجميع القوانين والأعراف الدولية، والاتفاقيات الثنائية مع الجانب الإسرائيلي، محملاً الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة المواطنين نتيجة ذلك.