وآخر الكوارث الحريق الذي تسميه الصحافة (حريق الوزيرية). جمع من الناس ساقهم القدر إلى مطعم بالتأكيد يخلو تماماً من وسائل السلامة وينتشر الإهمال في كل موطئ قدم فيه، والبلديات والصحة والمسؤولون في كل جهة لا يعنيهم الأمر، فالمسألة في النهاية (قضاء وقدر)، ويسكت الناس لأنه لا رادّ للقضاء والقدر. لكن لماذا لا أحد يفتش عن وسائل السلامة؟ ولماذا توضع أنابيب الغاز بجوار الفرن؟ ولماذا يسمح للعاملين فيه بممارسة الإهمال وعدم الاكتراث ليس بوسائل السلامة والنظافة فقط بل بكل ما له علاقة بأسباب الكوارث؟ ثم لا وجود لأسرَّة في مشافي جدة لاستيعاب المصابين بحروق خطيرة. وها هو مدير الشؤون الصحية نفسه يظهر بعيداً عن ركام الكارثة ليقول إنه تم نقل المصابين إلى مشافي مكة لعدم وجود أسرّة كافية في مشافي جدة. سبحان الله العظيم وبحمده! كل هذه الأرقام الخيالية لميزانيات وزارة الصحة وغيرها من الوزارات والنتيجة لا وجود لأسرّة لمصابين في حالة خطيرة. كيف يمكن أن نصدق ذلك ونحن نسمع الأرقام؟ واحد من اثنين: إما أن تكون الأرقام غير حقيقية ولذلك لا توسع في المشافي ولا إمكانات ويموت الناس لهذا السبب، أو أن تلك الأرقام حقيقية لكنها لا تصرف على احتياجات الناس إلى أمان صحي يتمثل في الدواء والمكان عند الحاجة. ثم ها هو مدير الشؤون الصحية يرد على شكوى مواطنين من وجود حشرات زاحفة وطائرة في مشفى في جدة، بقوله: إن عليهم أن يتقدموا بشكوى خطية إلى مدير المشفى نفسه. كنت أظن أن المدير سيذهب إلى المشفى حتى يشاهد الحشرات بين المرضى وفوقهم على الطبيعة، لكن الروتين عنده غلب الحنكة الإدارية والاهتمام بشكاوى الناس.