«دعشوش» الذي يوقع بهذا الاسم في تعليقاته علي موضوعات ومقالات وكُتاب هذه الصحيفة. دعشوش هذا، ولا أعرف اسمه الحقيقي أو اسمه الكامل، صاحب مداخلات عميقة بالتقاطاته الذكية والموضوعية دون الإساءة أو الانتقاص من الذين يعلن مخالفته لطرحهم أو اختلافه مع ما يرون ويعتقدون به من أفكار، بل إنه يشدني أكثر حين يحوّل مقالاً صغيراً إلى ميدان شاسع يضيئه الحوار بين المعلقين أنفسهم، لكن أكثر ما جذبني إليه أولاً هو الاسم ذاته أي «دعشوش» لأنه نفس اسم عازف (نايٍ) شهير في جازان توفي إلى رحمة الله قبل عقد تقريباً، وقد استلهم الشاعر «د. محمد حبيبي» ناي دعشوش الشجي الحزين في نص شعري عظيم وكانت تجربة جديدة ومدهشة عرضها حبيبي في باريس صوتاً وصورة وهو يقرأ قصيدته أو ملحمته «غواية المكان» مازجاً صوت ناي دعشوش (الحقيقي) بالأساطير وأغاني الناس في الحقول والأودية ومهرجان الطيور صباحاً وعشياً احتفالاً بالحياة. أعود للمشاكس الحي دعشوش وأقول إنني بدأت أغير رأيي فيه وأنسف كل الكلام السابق، خاصة بعد أن فاجأني بتعليقه الظالم والمستفز فكتب في موقع «الشرق» الإلكتروني قائلاً: «شهر مبارك عليك والدي العزيز علي مكي! حفظك الله ومتّعك بالصحة والعافية! ابنك/ دعشوش – حفظه الله». قلت في نفسي لا بارك الله فيك ولا حفظك ما دمت تفتري عليّ وتجعلني بعمر والدك، غفر الله لي وله، وأنا الذي لا زال دون الأربعين حيث أعيش الآن بداية شبابي الأول وصبوته وجنونه ولن يأتي شبابي الثاني ثم الثالث إلا بعد ما يزيد على مائة عام إن شاء الله إذا اعتمدنا معايير الفنان الصديق الحبيب «مشعل السديري» وتحديده كل مرحلة من مراحل الشباب بخمسين سنة على الأقل. فيا أخي (الأكبر) دعشوش أصارحك أنني حقدت عليك وتمنيت أنك (طبيت وما حد سمّى عليك) وكنت مكان ذلك الصديق غير العزيز الذي حكى لي أنه ذهب منذ عام ونيف زائراً لإحدى الشركات الكبرى في (الخارج) وقاده الاستعجال لأن (يحك) بسيارته سيارة أحد قيادات تلك الشركة فقامت الدنيا ولم تقعد من جهاز الأمن حيث كانوا (فيبيّين) أكثر من (الفيبي) نفسه! وهذه مشكلة كبرى فلم يكتفوا بتأنيبه وتوبيخه والإبراق للمرور بإعطائه مخالفة مغلظة بل أوصوا أيضاً بطرد مركبته من البلد كله وكأنها ناقة جرباء ولم يكن أمامه إلا الانصياع لأنه ليس في وطنه فخرج منكسراً بمذلّة (الغريب)! وبمناسبة (الفيبي) أستدرك وأقول لكل العاملين في الشركات الخاصة، وحتى أكون منصفاً فلا أعمم، إنه ليس كل (الفيبيّين) -حلوة الكلمة بعد جمعها- في العالم سواء، فمثلاً هناك قيادي سعودي أي (VP) مثل «مطلب الشمري»، وهو خريج المدرسة الشاهقة (أرامكو)، لا تَخَفْ منه ولكن احْتَرِمْه.