أثارت التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والخاصة بالثورة السورية غضب الكثيرين في العالم العربي وخاصة أنها صادرة من شخصية يكن لها البعض التقدير والاحترام، وينظر له الكثير من مؤيديه على أنه قاهر اليهود ونصير المظلومين ويدعم حق الشعوب العربية في الحرية والتخلص من حكم الطغاة.جاء خطابه الأخير والذي ألقاه بمناسبة ذكرى حرب يوليو/ تموز 2006 التي خاضها حزبه ضد الكيان الصهيوني مخيبا لآمال الشعب السوري ومناصري الثورة السورية والذين كانوا ينتظرون منه التنديد بجرائم النظام العلوي بدلاً من تأبين المسؤولين السوريين الذين قتلوا في تفجير الأربعاء الماضي والذين وصفهم ب “الشهداء القادة” و”رفاق الدرب والسلاح”. هذا الموقف المنحاز للطاغية بشار وشبيحته يتناقض مع مواقفه من الثورات العربية السابقة في تونس ومصر وغيرهم من الدول وما كان يردده في خطاباته حول ضرورة تمسك الشعوب بحقوقهم ومحاربة الظلم وعدم الاستماع للوعود الإصلاحية الكاذبه للحكام الطغاة فالنصر قريب. هذه التصريحات المليئة بالمديح للنظام السوري والحديث عن دعمه اللامحدود لحزب الله والمقاومة في غزة تناست أن تذكر عدد القتلى السوريين على يد بشار وأعوانه من المرتزقة ومعاناة الشعب السوري المستمرة منذ عام ونصف والتي قتل وشرد النظام السوري خلالها الآلاف من المدنيين العزل وأغلبهم من النساء والأطفال .كان خطاب الأمين العام لحزب الله بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وأسقطت القناع أخيرا عن وجه الأمين وحزبه وأثبتت أن المصالح أهم من الشعوب العربية وأحلامهم في الحرية والكرامة والعدالة، فالشعب السوري الذي يطالبه السيد حسن نصر الله بالتوقف عن المظاهرات والاستماع إلى صوت الحق -كما يسميه- والالتفاف حول القيادة السورية والصبر على خطط الأسد الإصلاحية يبحث عن نفس الحرية والكرامة التي يتشدق بأنه يريد تحقيقها للشعب الفلسطيني. بعد سقوط حليفه بشار الأسد -بإذن الله- ونفاذ مخزونة من الأسلحة الروسية المهترئة سنفتقد خطاباته الرنانة وحديثه عن نصرة المظلومين ومحاربة الطغيان وعزفه المعتاد على وتر القضية الفلسطنية وسيصمت للأبد.