احذر هؤلاء “الأصدقاء”: صديقك الذي ما إن تحدثه في مشروع تريد أن تبدأه، حتى يعرض عليك قائمة من المعوقات في شكل نصائح: ليس هذا وقته. إنها مجازفة كبرى. أنت لا تمتلك الخبرة ولا المعرفة. صديق ما إن تبشره بخبر لم يحن وقت إعلانه، فإذا به يتحدث في تلفونه مع القريب والبعيد عن خبرك الذي رجوته أن يبقيه سراً. صديق يختزل فكرك في وصفة واحدة. تحدثه عن الإصلاح كضرورة بقاء فيسألك مستنكراً: هل أنت معارض؟ تحدثه عن محمد الجابري أو محمد أركون فيسألك غاضباً: هل أنت ملحد؟ صديق تحاول مراراً أن تنبهه للجدار الفاصل بينه وبين حياتك الخاصة، فلا يفهم. ليس من شروط الصداقة أن أقتحم حياتك وأسأل عن أدق تفاصيلها. ما أثقلهم من أصدقاء أولئك الذين لا يحترمون حدود الصداقة، التي لا تتجاوز المقبول في معرفة شأنك الخاص. هذا النوع من “الأصدقاء” ضعه في قائمة الأصدقاء الذين تحذرهم، وإن لم يصلح الحال فما عليك إلا أن تطلق صداقته بالثلاث. لك الآن أن تسأل “كيف يمكن أن تكون القائمة أعلاه قائمة أصدقاء وهي تضم من أذاه أكثر من نفعه؟”. وأجيب بأن الحياة تفرض علينا أحياناً صداقة أناس يختلفون معنا في التجربة والمعرفة. ليس شرطاً في الصديق أن يكون نسخة منك. كن واضحاً وصريحاً فيما تحب وما لا تحب. ضع قوانين الصداقة وشروطها على الطاولة بوضوح. لا تخجل. حينها يمكنك أن تحافظ على تلك الصداقة دون أن تشعر بعبئها. مع هؤلاء تذكر أنك مع أصدقاء لا تود أن تخسرهم، لكن لابد أن تحذرهم.