يستحيل أن تجد ممثلاً سعودياً لا يعتقد أن دمه خفيف، الكوميديا السعودية التي تحمل الإضحاك أو محاولة الإضحاك تدر على أصحابها أموالاً طائلة بسبب فضاء مزدهر يريد أن يحمل أي بصمة سعودية ليمرر إعلاناته الضخمة خصوصاً خلال هذا الشهر الفضيل. هناك إعلان مزدهر وموسم تليفزيوني مشتعل ونص مهترئ ومخرج مبتدئ وأنصاف ممثلين بمقدمة موسيقية وأغنية «ملفقة» لربطها بالمسلسل بأي طريقة كانت ونحن على هذه الحال منذ سنين ولا أحد يستطيع عمل شيء لإيقاف هذا «العك» الفني الأشبه بالهراء. خفة الدم و»الظرافة» هبة إلهية وهي وحدها لا تكفي للإضحاك في الأعمال الفنية، بل يجب أن تصقل بالدراما الجادة والتجارب المتقنة التي يقودها مخرجون أفذاذ. يقول ناصر القصبي إبان إجرائهم للتجارب للممثلين الجدد في المملكة الراغبين العمل معهم في «طاش» بأن أكثر المتقدمين يريدون أن يكونوا كوميديين وأن كل من أضحك شلته اعتقد أنه يستطيع أن يكون ممثلاً كوميدياً! بدون معاهد فنية تصقل المواهب وبدون معايير لإجازة هذه الأعمال التي يُقال عنها كوميدية لا يمكن أن نوقف هذا السيل الهادر من مسلسلات أبطالها حدهم أن يكون لهم دور صغير في «طاش» أمثال حبيب الحبيب وحسن عسيري وفهد الحيان ومحمد العيسى وآخرين، فالمسألة ليست إمكانات إنتاجية فقط ولكن العمل الفني بحاجة لمواهب حقيقية لا تصيب المشاهدين بالغثيان. بقي أن أشيد بالنجم الكوميدي الصاعد أسعد الزهراني الذي أعتقد أن مشهد تقليده لداود الشريان في «واي فاي» هو أجمل ما قُدم كوميدياً في رمضان هذا العام حتى الآن.